الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم “الخوذ البيضاء”، أصدر بيانًا أمس، 16 أكتوبر، يدين فيه موجة جديدة من الهجمات العسكرية التي تقودها روسيا والنظام في شمال غرب سوريا.
حذر الفريق من أن القصف المستمر يغذي الخوف بين المدنيين ويعمّق الأزمة الإنسانية في المنطقة.
في ريف إدلب وحلب، أسفرت الغارات الجوية الروسية والهجمات المدفعية من قبل قوات الأسد عن مقتل شاب يبلغ من العمر 23 عامًا وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان وامرأتان. ووفقًا لتقرير “الخوذ البيضاء”، فإن العديد من الجرحى في حالة خطيرة.
تسببت الهجمات في أضرار كبيرة، بما في ذلك اندلاع حريق في محطة كهرباء الجيلاني غرب إدلب، التي ضربتها الطائرات الروسية. كانت المحطة ضرورية لتزويد المياه للمناطق المحيطة، ولكن تم إيقافها عن الخدمة، مما ترك عشرات المدن والقرى دون مياه شرب.
وقال بيان “الخوذ البيضاء”: “استمرار هذه الجرائم يزيد من حجم الكارثة الإنسانية”، مشيرًا إلى أكثر من 13 عامًا من العنف والتهجير المستمرين في سوريا.
التصعيد الأخير، الذي زاد يوم الاثنين، استهدف بشكل خاص البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل ومحطات الكهرباء.
وفي يوم الاثنين، أطلقت قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) 16 صاروخًا على مناطق مدنية في حلب، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، بينهم طفلان.
هذا العام وحده، استجابت “الخوذ البيضاء” لـ 698 هجومًا من قبل القوات الروسية وقوات النظام، مما أدى إلى مقتل 66 مدنيًا، بينهم 18 طفلًا و8 نساء، وإصابة 272 آخرين. ودعت المجموعة إلى تدخل دولي عاجل ومحاسبة الفاعلين.
وأكد البيان أن “غياب المساءلة ساهم بشكل كبير في زيادة الجريمة”، وحث المجتمع الدولي على تحميل نظام الأسد وروسيا المسؤولية عن الخسائر المتزايدة في الأرواح.
وحذر “الخوذ البيضاء” من أن استمرار الضربات، وخاصة على البنية التحتية المدنية، يهدد بمزيد من التهجير للمجتمعات، ويعطل الخدمات الأساسية، ويمنع الوصول إلى المرافق الطبية والتعليمية.
كما أشاروا إلى الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والاستجابة الدولية، مؤكدين على ضرورة معالجة الأزمة في المناطق المحررة من سوريا.
ومع استمرار الغارات الجوية لليوم الثاني على التوالي، تتزايد المخاوف من تفاقم الوضع، مما يزيد من الدمار الذي عانى منه ملايين السوريين على مدار السنوات.
وسلط “الخوذ البيضاء” الضوء على التأثير الكارثي على الحياة اليومية في المناطق المحررة، حيث يواجه المدنيون تهديدات مستمرة من مختلف أشكال القصف.
تم تعطيل الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية بشكل كبير، مما يزيد من التحديات الاقتصادية والإنسانية في المناطق التي تعاني بالفعل من سنوات من النزاع.
واختتم البيان بدعوة جديدة للعمل الدولي، مشيرًا إلى أن تصعيد العنف يعوق أي حل سياسي للصراع. كما شدد على أن الدعم المستمر من روسيا لنظام الأسد يمنع حل الأزمة ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل.
وقالوا: “اليوم، يتعين على المجتمع الدولي أن يقف في وجه نظام الأسد وروسيا ويحاسبهم على جميع جرائمهم ضد السوريين”.
ومع استمرار الهجمات، لا يزال الشعب السوري، ولا سيما في المناطق الشمالية الغربية، عالقًا في مرمى نيران نزاع وحشي لا يبدو أنه سينتهي قريبًا.