أصدرت حكومة الإنقاذ السورية نداءً عاجلاً للتحرك أمس، 15 أكتوبر، استجابة لموجة متصاعدة من الغارات الجوية الروسية التي ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الحيوية في شمال سوريا.
وأدت الهجمات إلى حرمان آلاف الأشخاص من الوصول إلى الخدمات الأساسية، حيث حذرت الحكومة من كارثة إنسانية متفاقمة مع استمرار الصراع في تهجير المدنيين وتعطيل الحياة اليومية.
استهدفت الغارات الجوية الروسية الأخيرة محطة توليد كهرباء الجيلاني، التي تزود محطة مياه عين الزرقا بالكهرباء، بالقرب من مدينة دركوش غرب إدلب.
أصبح هذا المرفق الرئيسي الآن خارج الخدمة، مما قطع إمدادات المياه عن 17 قرية في جبل الوسطاني وأوقف الري لآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في سهل الروج.
وأوضح نائب وزير الزراعة والري في الحكومة، المهندس أحمد الكوان، أن تدمير محطة عين الزرقا يؤثر بشكل مباشر على عشرات الآلاف من السكان الذين يعتمدون على الزراعة للبقاء على قيد الحياة.
وقال الكوان: “يواصل الاحتلال الروسي اتباع سياسة قصف المرافق العامة الأساسية، حيث أدى الهجوم الأخير إلى تعطيل الري لأكثر من 40 بلدة وإلحاق الضرر بنظام إمداد المياه لآلاف العائلات.” وأضاف: “هذا الهجوم لا يهدد فقط الإنتاج الغذائي بل يعمق أيضاً الأزمة التي يعاني منها المدنيون بسبب سنوات الحرب.”
وبالإضافة إلى الغارات الروسية، كثفت الميليشيات الإيرانية هجماتها في جميع أنحاء المنطقة.
وأفادت إدارة الشؤون السياسية في الحكومة بأن القوات الإيرانية المتحالفة مع نظام الأسد قتلت ثمانية مدنيين، وأصابت 38 آخرين، وتسببت في نزوح أكثر من 10,000 عائلة من منازلها في الأيام الأخيرة.
وأكدت إدارة أن هذه الهجمات العشوائية تزعزع استقرار المنطقة وتفاقم الوضع الإنساني.
وفي خطابها أمس، دعت الحكومة غرفة عمليات “الفتح المبين” – وهي تحالف عسكري مكلف بالدفاع عن المناطق المحررة – إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين من تصاعد العنف.
وجاء في البيان: “تشكل هذه الهجمات العشوائية تهديداً لاستقرار المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية، ندعو غرفة عمليات الفتح المبين إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمحاسبة الجناة وحماية المدنيين وممتلكاتهم.”
وأكدت الحكومة التزامها بالدفاع عن المدنيين وضمان حقهم في العيش بأمان وكرامة، وتعهّدت بالعمل مع جميع الموارد المتاحة لمعالجة الأضرار واستعادة البنية التحتية الحيوية في المناطق المتضررة.
وأدان وزير الإعلام في الحكومة، محمد العمر، الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، مشيراً إلى أن الغارات الجوية الروسية كانت مكثفة بشكل خاص خلال اليومين الماضيين.
وأوضح أن قصف محطة الجيلاني، التي تزود محطة مياه عين الزرقا بالكهرباء، هو مثال رئيسي على كيفية استهداف المرافق الحيوية بشكل متعمد.
وقال العمر: “آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في سهل الروج تعتمد على مياه عين الزرقا.
الآن، أصبحت أنظمة الري خارج الخدمة تماماً، ما يؤثر بشكل مباشر على سبل عيش المدنيين، ويزيد من معاناتهم، ويزيد من النزوح.”
ودعا العمر وسائل الإعلام الدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات وكشف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد والقوات الروسية والميليشيات الإيرانية.
كما ناشد منظمات حقوق الإنسان التدخل ووقف الهجمات التي تغرق المنطقة في أزمة إنسانية أعمق.
وحذر المدير العام لمحطة مياه عين الزرقا، أسامة أبو زيد، من أن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية تهدد بإحداث كارثة إنسانية في شمال سوريا، وأشار إلى أن أكثر من 17 قرية في الجبل الوسطاني الآن لا يمكنهم الحصول على مياه نظيفة، وأن انقطاع المحطة يمكن أن يؤدي إلى فشل واسع في المحاصيل الزراعية في سهل الروج، أحد المناطق الزراعية الرئيسية في المنطقة.
وقال أبو زيد: “بدون إصلاحات فورية، قد يفقد المزارعون في المنطقة محاصيلهم، مما سيؤثر بشدة على الأمن الغذائي للسكان المحليين.
نحن نعمل مع السلطات المحلية لاستعادة المحطة، لكن الأضرار كبيرة وستستغرق وقتاً.”
وأكدت الحكومة أن الهجمات المستمرة تعرقل جهود التعافي وتعمق الأزمة في المناطق المحررة من شمال سوريا.
وقال العمر: “يقوم نظام الأسد وحلفاؤه بحملة متعمدة لتدمير البنية التحتية الحيوية وإجبار المدنيين على النزوح”، وأضاف: “يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك قبل أن يتدهور الوضع أكثر”.
ومع استمرار الغارات الجوية، تتزايد المخاوف من أن يستمر الصراع في التصاعد، مما يغرق المنطقة في كارثة إنسانية طويلة الأمد.