قُتل ضابط بحري روسي رفيع المستوى، الكابتن نيكولاي ميخايلينكو، أثناء أداء مهام خاصة في سوريا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الروسية الرسمية يوم الاثنين. وذكرت وكالة الأنباء الروسية “تاس” أن ميخايلينكو توفي أثناء “تنفيذ مهام خاصة” في البلد الذي تمزقه الحرب. ولم يتم الكشف عن السبب الدقيق لوفاته، سواء كان قد قُتل في المعارك أو بسبب ظروف أخرى.
ميخايلينكو، وهو ضابط بحري مخضرم ينحدر من عائلة عسكرية، صعد في الرتب داخل البحرية الروسية. شملت مسيرته المهنية دورًا كمدرب في مدرسة ناخيموف البحرية المرموقة. وعلى الرغم من منصبه التعليمي، كان ميخايلينكو يشارك بشكل متكرر في اختبار معدات عسكرية جديدة واستراتيجيات تكتيكية في سوريا، وهي بلد طالما كان بمثابة ساحة اختبار لأحدث التكنولوجيا العسكرية الروسية.
وصف ميخائيل رازفوجاييف، حاكم مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، حيث دُفن ميخايلينكو، بأنه “رفيق حقيقي في السلاح”. وأضاف أن ميخايلينكو كان يغتنم كل فرصة لاكتساب الخبرة العملية في سوريا، خاصة فيما يتعلق باستخدام الأسلحة والتقنيات العسكرية الجديدة. ولم يقدم رازفوجاييف مزيدًا من التفاصيل حول المهمة الأخيرة لميخايلينكو.
تأتي وفاة ميخايلينكو ضمن سلسلة من الخسائر العسكرية الروسية في سوريا، حيث انخرطت موسكو بشكل كبير منذ تدخلها في الصراع في سبتمبر 2015 لدعم نظام الأسد.
على مر السنين، نشرت روسيا قوات عسكرية في قواعد رئيسية، بما في ذلك قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ومنشأة طرطوس البحرية.
كانت هذه القواعد حاسمة لعمليات روسيا العسكرية في المنطقة، لكنها كانت أيضًا هدفًا للقوات الثورية.
فقدت روسيا العديد من الضباط رفيعي المستوى خلال تدخلها في سوريا. في عام 2020، قُتل اللواء فياتشيسلاف غلادكيخ في انفجار في دير الزور، وفي عام 2017، قُتل الفريق فاليري أسابوف في هجوم بقذائف الهاون من قبل مسلحي داعش بالقرب من نفس المنطقة.
أدى التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى دمار واسع النطاق في المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الثورية سابقًا، حيث دمرت الضربات الجوية أحياء بأكملها وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وبحسب وزير الدفاع الروسي السابق سيرجي شويغو، اختبرت روسيا أكثر من 320 نوعًا من الأسلحة في سوريا. يشمل ذلك الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل سوخوي-35، والقاذفات مثل تو-160، والطائرات بدون طيار وأنظمة الصواريخ المختلفة.
ومع ذلك، فإن هذا التدخل العسكري جاء بتكلفة، حيث تكبدت روسيا خسائر في الأفراد والمعدات على ساحة المعركة.
تأتي وفاة ميخايلينكو في وقت تشهد فيه سوريا توترًا متصاعدًا، حيث تستمر الاشتباكات بين نظام الأسد والفصائل الثورية والجهات الأجنبية بما في ذلك إسرائيل وإيران وروسيا نفسها.
في وقت سابق من هذا الشهر، تعرضت ملاجئ بالقرب من قاعدة حميميم لضربات جوية إسرائيلية، استهدفت على ما يبدو شحنة أسلحة إيرانية.
كان تدخل روسيا في سوريا مثيرًا للجدل، حيث اتهم العديد الكرملين بارتكاب جرائم حرب بسبب حملات القصف العشوائي التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين.
لعبت الضربات الجوية الروسية دورًا حاسمًا في مساعدة نظام الأسد على استعادة الأراضي من القوات الثورية، لكن هذه العمليات زادت من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.