تقوم طائرات درون روسية بمهاجمة المدنيين في ريف حلب، كثفت قوات النظام السوري، بدعم من القوات الروسية، الهجمات على المناطق المدنية في شمال غرب سوريا، حيث تزايدت الضربات خلال الأسبوع الماضي على محافظتي إدلب وحماة، وفقًا لتقارير محلية. استهدف القصف، الذي يركز بشكل متزايد على المدنيين والبنية التحتية الحيوية، حياة المدنيين والخدمات الأساسية في المناطق المحررة التي تسيطر عليها قوى الثورة.
مساء الخميس، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على جبل الزاوية في إدلب وسهل الغاب في حماة، بحسب مراسلي “تلفزيون سوريا”. واستهدفت الهجمات مناطق بالقرب من بلدات كنصفرة ودير سنبل والسرمانية، التي تتعرض لقصف شبه يومي من النظام السوري وروسيا طوال عام 2024. وأفادت مجموعة الرصد “أبو أمين 80″، التي تتابع التطورات الميدانية، بزيادة طلعات الطائرات الروسية الاستطلاعية في شمال غرب سوريا، مما دفع المدنيين إلى تقييد حركتهم لتجنب المزيد من المخاطر.
هذا العام وحده، نفذت قوات النظام السوري والقوات الروسية نحو 400 هجوم على شمال غرب سوريا، حيث تتعرض المناطق المدنية لهجمات مدفعية وصاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة والغارات الجوية، وفقًا للدفاع المدني السوري المعروف بـ”الخوذ البيضاء”. سجل الدفاع المدني 392 هجوماً من يناير إلى يونيو، أودت بحياة 38 شخصاً، بينهم 13 طفلاً وست نساء، وأصابت 150 آخرين. وقد زادت الضربات الأخيرة من عدم الاستقرار في المنطقة، معطلةً الزراعة والتعليم والتجارة، ودافعةً المجتمعات نحو المزيد من النزوح.
يوم الجمعة، 25 أكتوبر، استهدفت قوات النظام مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، باستخدام طائرات درون انتحارية لاستهداف المدنيين العاملين في حقول الزيتون. وأصيب ثلاثة مدنيين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات. وقد أصيبت مريم حمود اليوسف بجروح ناجمة عن الشظايا في رأسها وجسدها وتم نقلها إلى مستشفى باب الهوى لتلقي الرعاية الطارئة. كما استهدفت ضربة أخرى بطائرة مسيرة سيارة مدنية في كفر عمة، أيضًا في ريف حلب الغربي، مما تسبب في أضرار مادية.
أدان الدفاع المدني استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، واصفًا إياها بمحاولة منهجية لزعزعة الحياة اليومية وترويع المدنيين. وقال الدفاع المدني في بيان: “الهجمات المستمرة من النظام باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية تهدد حياة المدنيين وتحد من أنشطتهم، مما يؤثر على الأراضي الزراعية والمناطق السكنية في حلب وإدلب وحماة.”
وأفادت مصادر محلية وصحفيون بوقوع سلسلة من الهجمات الصاروخية الأخيرة على مدينة الباب في محافظة حلب، انطلقت من مناطق تابعة للنظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص، بينهم أربع نساء وطفل. بالإضافة إلى ذلك، في 23 أكتوبر، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً يتهم الجيش الروسي بقتل 11 مدنياً في غارة جوية منفصلة على إدلب.
وصفت “حكومة الإنقاذ السورية” في إدلب هذه الهجمات المتزايدة بأنها “إرهاب منهجي ضد المدنيين العزل”، مشددةً على المعاناة المتزايدة والضغط على المجتمعات القريبة من الحدود التركية. وأشارت حكومة الإنقاذ إلى أكثر من 25 غارة جوية استهدفت مناطق مأهولة حول إدلب خلال زيارة وفد من الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، مما يشير إلى تصعيد متعمد من قبل النظام وحلفائه.
وثق تقرير منتصف العام للدفاع المدني 293 ضربة مدفعية من النظام، و27 هجمة صاروخية، وسبع غارات جوية، وثلاث هجمات بالأسلحة الحارقة منذ يناير، مما تسبب في أضرار واسعة للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات. وقد أدت الهجمات المستمرة إلى تدمير الموارد الأساسية، مما عطل الإنتاج الزراعي وأثر على سبل عيش الآلاف الذين يعتمدون على الأرض.
ويشير محللون إلى أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى المزيد من النزوح والتكدس على الحدود التركية، حيث لجأ الآلاف بالفعل هرباً من العنف المستمر. وقد دعت منظمات دولية، مثل الأمم المتحدة، والقادة الإقليميين مراراً وتكراراً إلى وقف الهجمات على المدنيين، ولكن الهجمات تستمر بلا توقف، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في منطقة شمال غرب سوريا.
تسلط الهجمات المستمرة الضوء على نمط متصاعد من العنف ضد الأراضي المحررة في سوريا، ويبقى المدنيون في إدلب والمناطق المحيطة عرضة للخطر الشديد وسط تهديدات مستمرة بشن هجوم جديد من قبل النظام المدعوم من القوات الروسية.