يواجه المدنيون في شمال غرب سوريا هجمات متواصلة من قوات نظام الأسد وحلفائهم الإيرانيين والروس، حيث تستهدف الطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات “الانتحارية” البلدات والقرى في إدلب وحلب. في وقت مبكر من صباح اليوم، استخدمت قوات النظام الطائرات الانتحارية ضد قرية مجدلية شرق إدلب، مما دفع المراقبين المدنيين إلى التحذير من زيادة النشاط الطائفي بالقرب من خطوط التماس في إدلب.
في يوم الثلاثاء، استهدفت طائرات النظام قرية آفس شرق إدلب، بعد قصف مدفعي في ريف حلب أسفر عن مقتل امرأة، وقد زادت وتيرة الهجمات بشكل حاد طوال عام 2024، وفقًا لفريق منسقي الاستجابة السورية (SRC)، وهي منظمة إنسانية تراقب العنف في شمال سوريا.
من يناير إلى أكتوبر تعرضت إدلب وحلب لـ 256 هجومًا بالطائرات المسيّرة، باستخدام حوالي 874 طائرة، بينما تم إسقاط حوالي 133 طائرة دون وقوع إصابات، أسفرت الضربات عن مقتل 34 مدنيًا وإصابة 88 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
تُوصف الطائرات بأنها “انتحارية” بسبب الحمولة المتفجرة التي تحملها، فهي تسبب أضرارًا واسعة النطاق وتخيف السكان في هذه المناطق المتضررة بشدة، تعبر الجهات الإنسانية عن إدانتها الشديدة للهجمات، حيث أكدت SRC على الأثر الشديد على حياة المدنيين والضغط النفسي والاقتصادي المتزايد على المجتمعات المحلية التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار بسبب سنوات من الصراع.
وقالت المجموعة في بيان: “إن استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة يزيد من عدد الضحايا المدنيين ويزيد من المعاناة”، مشددة على أن عدم الاستقرار قد جعل سكان المنطقة أكثر عرضة للخطر.
بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، استهدف نظام الأسد أيضًا بلدة موزرة في جبل الزاوية ومدينة سرمين بقصف مدفعي ثقيل، وقد وقعت الهجمات عبر حلب وإدلب ليلًا ونهارًا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقد نصحت المراصد المحلية التي تراقب منطقة إدلب السكان في المناطق المجاورة بالبقاء في حالة تأهب قصوى، مشيرة إلى أن الضربات الجوية الأخيرة تبدو وكأنها تستهدف البنية التحتية المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.