أفادت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أن إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل، قد يتضمن ضربات من الأراضي العراقية في ظل تصاعد التوترات بين البلدين. جاءت هذه التحذيرات ردًا على الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل في 26 أكتوبر والتي استهدفت بنية تحتية عسكرية إيرانية في طهران.
وذكرت وكالة الأخبار الأمريكية “أكسيوس” أن مصدرين إسرائيليين صرحا بأن الخطط الإيرانية قد تشمل استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية من العراق، بهدف تجنب الرد المباشر على الأصول الاستراتيجية الإيرانية. وذكر المصدران أن إيران لا ترغب في التأثير على الانتخابات الأمريكية، ولذلك قد تؤجل الهجوم إلى ما بعد الانتخابات ولكن قبل التنصيب.
وفيما أفاد مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه لـ”أكسيوس” بأن إيران قادرة على تفعيل استعداداتها بسرعة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان قد اتخذ قرار نهائي بتنفيذ الضربة. من جانبها، ذكرت قناة CNN أن مصدرًا عسكريًا إسرائيليًا رفيع المستوى أشار إلى أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وجاهزة للرد على أي عدوان إيراني محتمل.
يُعرف الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر بـ “أيام التوبة”، واستهدف مجموعة من المنشآت العسكرية الإيرانية، بما في ذلك مراكز تطوير الصواريخ وقواعد الطائرات المسيرة ونظام الدفاع الجوي S-300. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، أن هذه الضربات كانت “عمليات دقيقة” تهدف إلى تحييد التهديدات الوشيكة لإسرائيل. بينما ذكرت إيران أن الهجمات أسفرت عن مقتل أربعة أفراد من الجيش، بينهم ضابطان.
حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، من عواقب وخيمة عقب الضربات الجوية الإسرائيلية قائلاً: “لقد أخطأتم هذه المرة أيضًا وستتلقون ردًا لا يمكن تصوره.” كما شدد العميد علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، على حتمية الرد، مؤكدًا على تاريخ إيران في مواجهة العدوان.
وزاد من حدة التوترات تصريح محمد محمدي غلبايغاني، رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني، لقناة “الميادين”، إذ أكد أن أي رد سيكون “قويًا وسيدفع إسرائيل إلى الندم على هجومها.” كما شدد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي خلال لقاء مع الطلاب على ضرورة “حركة منطقية ومواجهة” تتماشى مع “المبادئ الدينية والأخلاقية.”
وبحسب تقارير من صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن إيران أبلغت دبلوماسيين عرب بخططها لرد “قوي ومعقد” قد يشمل القوات العسكرية التقليدية، في تحوّل عن الأعمال التي قادها الحرس الثوري سابقًا. ويأتي هذا التغير في الاستراتيجية بعد الخسائر التي تكبدتها إيران في الضربات الإسرائيلية ويشير إلى إمكانية استخدام رؤوس حربية أكثر تطورًا ودقة.
وسط هذه التطورات، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن “تتحمل التهديدات لأمنها.” كما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان إلى شن ضربة استباقية ضد إيران، داعيًا إلى هجوم شامل على منشآت الطاقة والنووية الإيرانية، حيث قال لصحيفة “معاريف”: “التهديدات الإيرانية واضحة، ويجب توجيه رد ساحق لإيران على الفور.”
من جهته، ألمح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن حجم الرد الإيراني قد يتأثر بتصرفات إسرائيل، حيث قال في اجتماع حكومي إيراني: “إذا أعاد الإسرائيليون النظر في سلوكهم، ووافقوا على وقف إطلاق النار، وتوقفوا عن قتل الأبرياء والمظلومين، فقد يكون لذلك تأثير على شدة ونوع ردنا.”
وأفادت التقارير أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نقلت تحذيرات لطهران تفيد بأن واشنطن قد لا تتمكن من كبح إسرائيل عن الرد على ضربة إيرانية.