في ليلة الجمعة شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية مستهدفة مواقع في مناطق حمص وإدلب وحلب السورية، بالإضافة إلى الحدود السورية اللبنانية، مما يعكس تصعيد الحملة الإسرائيلية ضد القوات المدعومة من إيران في سوريا. وتهدف الضربات حسب التقارير إلى قطع خطوط الإمداد عن حزب الله، الحليف الإيراني الرئيسي في لبنان، وسط تصاعد التوترات الإقليمية في ظل الصراع المستمر لإسرائيل في غزة واشتباكاتها مع حزب الله.
ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية أن إحدى الغارات الجوية استهدفت بالقرب من قرية حوش السيد علي اللبنانية، القريبة من الحدود السورية، وقد كانت هذه المنطقة الواقعة شمال منطقة الهرمل اللبنانية، موقعًا متكررًا للضربات الإسرائيلية التي تهدف إلى وقف نقل الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، ولم تؤكد التقارير اللبنانية أي إصابات جراء هذا الهجوم الأخير، بينما امتنعت وسائل الإعلام المحلية ونظام الأسد حتى الآن عن التعليق.
في عملية منسقة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية أيضًا ريف القصير قرب حمص، مستهدفة مواقع بالقرب من قرية حوش السيد علي، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم تتوفر تفاصيل حول الإصابات الناتجة عن هذه الضربة بشكل فوري.
في وقت لاحق، أفادت وسائل الإعلام الحكومية التابعة لنظام الأسد بتعرض منطقة السفيرة جنوب شرق حلب لضربات إضافية في وقت مبكر من يوم السبت، حيث استهدفت مجمع أبحاث علمية ومختبرات دفاعية مرتبطة بالجيش التابع للأسد، وذكر مصدر عسكري نقله التلفزيون السوري أن الانفجارات والحرائق اندلعت في هذه المواقع بعد الهجوم، مما أسفر عن إصابة عدد من الجنود وتسبب في أضرار مادية كبيرة.
في الوقت نفسه، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع حزب الله والمليشيات الإيرانية في مدينة سراقب شرق إدلب شمال غرب سوريا، ووفقًا لمصادر محلية قُتل ما لا يقل عن سبعة مقاتلين من حزب الله وأصيب 15 آخرون في هذه الغارات، التي أدت أيضًا إلى انفجارات عنيفة سُمعت في جميع أنحاء المنطقة.
يأتي هذا التصعيد بعد تكثيف إسرائيل لعملياتها ضد القوات المدعومة من إيران في سوريا، والتي تصاعدت بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية في غزة التي بدأت في أكتوبر 2023 وقد شنت إسرائيل غارات جوية في سوريا لسنوات لمنع ما تعتبره تهديدًا استراتيجيًا من إيران، خاصةً من تعزيزات حزب الله على طول حدودها الشمالية، وغالبًا ما تركز هذه الضربات على طرق الإمداد المعروفة ومرافق تخزين الأسلحة المزعوم تهريبها من إيران إلى حزب الله عبر سوريا.
في الأشهر الأخيرة، توسعت ضربات إسرائيل لتشمل نقاط عبور رئيسية، بما في ذلك المعابر القانونية وغير القانونية على الحدود السورية اللبنانية.
قبل أيام فقط أفادت التقارير بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت معبر جَرْمَش-قَلْد السبع، وهو نقطة عبور غير رسمية في منطقة الهرمل اللبنانية، كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية الشهر الماضي أجزاءً من الطريق الدولي جديّدة يابوس-مَصْنَعَى على الحدود السورية اللبنانية، مما أدى فعليًا إلى وقف حركة العبور عبر هذا الطريق الحيوي، وقد ذكرت القوات المسلحة الإسرائيلية أنها تفرض “حصارًا عسكريًا” على لبنان لمنع حزب الله من استخدام هذه الطرق لنقل الأسلحة من إيران.
تظهر هذه الموجة الأخيرة من الغارات الجوية توسع الصراع الإقليمي لإسرائيل، حيث تستهدف تل أبيب بشكل متزايد المواقع المرتبطة بإيران في سوريا كجزء من صراع إقليمي أوسع.
وصفت وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد منطقة السفيرة جنوب شرق حلب، بما في ذلك مرافقها البحثية والذخائر، بأنها أصبحت نقطة ساخنة للنشاط الإيراني وحزب الله في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تؤكد عادةً عملياتها في سوريا، يعتقد المحللون العسكريون أنها ترى تراكم الأسلحة الإيرانية في سوريا كتهديد مباشر لأمنها الوطني.