
تعرضت المناطق المحررة في شمال غرب سوريا لهجمات متواصلة من قبل ميليشيات الأسد وحلفائها الروس والإيرانيين خلال الساعات الـ24 الماضية، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالفعل بالمنطقة. استهدفت المدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ والطائرات المُسيّرة المحملة بالمتفجرات الأحياء السكنية، مما أجبر 508 عائلات، وأكثر من 2000 شخص، على الفرار من منازلهم، وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ السورية (SSG).
استهدف القصف عدة بلدات وقرى في ريف حلب الغربي، بما في ذلك دارة عزة، وتاديل، وكفر تعال، وفي إدلب تعرضت بلدات مثل معارة عليا، وسرمين، وحِرش بنين للهجمات، وتم استخدام عدة طائرات بدون طيار ذات توجيه بالفيديو في هذه المناطق، ولم يسلم المدنيون الذين يعيشون بالقرب من خطوط الجبهة في ريف اللاذقية الشمالي، حيث سقطت قذائف المدفعية على التفاحية، السرمانية، وشيخ سنديان.
وأفاد الدفاع المدني السوري، المعروف أيضاً باسم “الخوذ البيضاء”، بإصابة أربعة أشخاص، من بينهم ثلاثة إخوة أصيبوا بالقرب من الفوج 111 في ريف حلب الغربي، بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ممتلكات المدنيين بما في ذلك المنازل والسيارات والدراجات النارية لأضرار جسيمة.
وفي حادث مقلق، تم إسقاط طائرة مسيرة أُطلقت باتجاه معارة عليا بنجاح على يد السكان المحليين.
مثل هذه الحوادث أصبحت أمراً شائعاً يومياً في العديد من المناطق، مما يشير إلى التهديد المتزايد للحرب بالطائرات المسيرة، التي تستهدف بشكل متزايد المناطق السكنية المكتظة.
وقد أدت مواصلة استهداف المدنيين إلى تشريد مجتمعات بأكملها بالقرب من خطوط الجبهات، وسجلت أكبر موجة نزوح في معارة النعسان، حيث غادرت 98 عائلة منازلها، تلتها 82 عائلة من كل من كفر نوران وتقاد.
وفي جبل الزاوية نزحت 51 عائلة، بينما سجلت النيرب تشريد 46 عائلة.
تأتي هذه الهجمات كجزء من استراتيجية محسوبة من قبل ميليشيات الأسد وحلفائه لترهيب المدنيين ودفعهم لترك منازلهم، وفقاً للعاملين في المجال الإنساني المحلي.
يجعل التدمير المتعمد للبنية التحتية والتهديد المستمر بالقصف من الصعب على العائلات النازحة العودة، مما يزيد من تفاقم أزمة اللاجئين والنازحين داخلياً – على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال متحدث باسم “الخوذ البيضاء”: “القصف لا يدمر المنازل فحسب، بل يفكك المجتمعات بأكملها”. “تُجبر هذه العائلات على الرحيل دون أن يكون لديها مكان تذهب إليه، مما يضيف إلى الوضع المأساوي بالفعل للنازحين في شمال سوريا.”
يأتي هذا التصعيد الأخير بعد نمط متكرر من الهجمات على الشمال المحرر.
في الشهر الماضي، نفذت الخوذ البيضاء 142 عملية بحث وإنقاذ، حيث استعادوا جثث 14 مدنياً – من بينهم امرأة وطفل – وأنقذوا 90 جريحاً، بينهم 26 طفلاً.
وشهد قصف يوم الجمعة وحده قيام نظام الأسد بإطلاق 179 قذيفة، بما في ذلك قذائف الهاون وصواريخ غراد وقذائف الدبابات، عبر عدة مواقع.
أصبحت الطائرات المسيرة الانتحارية، التي غالباً ما تكون مجهزة بالمتفجرات، سلاحاً شائعاً بشكل متزايد، مما يزرع الخوف بين المدنيين ويدمر الممتلكات.
تُظهر الإحصائيات الأخيرة لحكومة الإنقاذ السورية حجم الأزمة، حيث أن بعض البلدات مثل سرمدا وتاديل تكاد لا تستطيع استيعاب العائلات النازحة، ومع استمرار القصف، تظل آمال التهدئة ضعيفة بالنسبة لسكان شمال غرب سوريا، الذين يدفعون مرة أخرى ثمن حرب طويلة ووحشية.