
أطلقت القوات الثورية تحت قيادة العمليات العسكرية المشتركة هجومًا دفاعيًا واسع النطاق بهدف وقف الهجمات ومنع التهجير الجماعي الذي تسببه قوات نظام الأسد وحلفاؤه، وأعلن قادة القيادة العسكرية المشتركة أن العملية، التي تحمل اسم “ردع العدوان”، ضرورية وقد حققت بالفعل مكاسب ميدانية كبيرة في الريف الغربي لحلب، باستعادة قرى استراتيجية وتحييد أصول للنظام.
وصف حسن عبد الغني، أحد القادة البارزين في القيادة العسكرية المشتركة، الحملة بأنها رد ضروري على هجمات النظام المستمرة، وقال عبد الغني مستشهدًا بآية من القرآن: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.
تأتي هذه العملية بعد أشهر من تصاعد العنف من قبل نظام الأسد والميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله، التي استهدفت المناطق المدنية بالمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وتهجير أكثر من 70 ألف شخص، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال سوريا المحرر.
وقال عبد الغني: “ميليشيات النظام وحلفاؤها من المرتزقة الإيرانيين أعلنوا حربًا مفتوحة على الشعب السوري، وأضاف هذه العملية ليست خيارًا بل واجب علينا للدفاع عن دماء وأعراض وأرض شعبنا”.
كما تهدف العملية إلى مواجهة ما وصفه قادة القيادة العسكرية المشتركة باستعدادات واضحة من قبل قوات النظام لشن هجوم أوسع يهدف إلى تهجير ملايين السكان من المناطق المحررة مع حلول فصل الشتاء.
وجاء رد نظام الأسد الأولي على العملية بضربات صاروخية مكثفة على المناطق المحررة، بما في ذلك دارة عزة وأريحا ومدينة إدلب والقرى القريبة من خطوط المواجهة، مما تسبب في مزيد من النزوح وحالة من الذعر بين المدنيين، كما أفيد عن تحليق طائرات حربية في عدة مناطق، مما أثار مخاوف من غارات جوية.
وأعلنت حكومة الإنقاذ السورية، التي تدير المناطق المحررة في شمال غرب سوريا، حالة التأهب لجميع الوكالات استعدادًا لأي تصعيد إضافي، وأكد رئيس الوزراء محمد البشير أن الحكومة تنسق استجابات طارئة لحماية المدنيين، وقال البشير: “مع تصعيد النظام المجرم قصفه على أهلنا، وجهنا جميع الهيئات الحكومية بالاستعداد التام”.
وفي بيانه، وجه القائد عبد الغني تحذيرًا شديد اللهجة إلى نظام الأسد وحلفائه: “كل جبهة ستكون نارًا عليكم تحرق خططكم وأوهامكم، ولن نسمح لكم بتحقيق أهدافكم. هذه معركة الحق، وسنستعيد أرضنا، ونحمي شعبنا، وندحر المعتدين”.
ودعا المقاتلين الثوريين إلى الثبات قائلاً: “هذا وقتكم، وهذه معركتكم، تقدموا بثبات وعزيمة، واعلموا أن الله معنا ولن يخذلنا”.
تؤكد حملة القيادة العسكرية المشتركة على خطورة الوضع في شمال سوريا، حيث يواجه المدنيون تصاعدًا في العنف والنزوح مع اقتراب فصل الشتاء، ويتوقع أن يؤدي تحرير القرى الاستراتيجية مثل قبتان الجبل وشيخ عقيل والسلوم إلى تقليل التهديدات المباشرة على المناطق المدنية القريبة وتعطيل عمليات النظام.
في الوقت الحالي، تبقى القيادة العسكرية المشتركة ثابتة في موقفها، معتبرة العملية تدبيرًا دفاعيًا وواجبًا أخلاقيًا لحماية المدنيين ومقاومة ما وصفه عبد الغني بحملة الإبادة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه، وما زالت المعركة مستمرة، مع تعهد القوات الثورية بالمضي قدمًا لحماية شعبها واستعادة الأراضي المفقودة.