
أطلقت الفصائل الثورية التابعة لإدارة العمليات العسكرية هجومًا كبيرًا يوم الأربعاء، تمكنت خلاله من السيطرة على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي، ضمن اليوم الأول من حملتها “ردع العدوان”. تهدف الحملة إلى وقف الهجمات التي تقودها قوات النظام السوري على المدنيين ووقف عمليات النزوح الجماعي، مما يمثل تحولًا حاسمًا في خطوط المواجهة في شمال غرب سوريا.
تشمل المكاسب مواقع استراتيجية مثل الفوج 46 وشيخ عقيل وقبتان الجبل، بمساحة تقارب 145 كيلومترًا مربعًا، مما جعل القوات الثورية على بعد 5 كيلومترات فقط من مدينة حلب، وفقًا لوكالة الأناضول.
يعد هذا الهجوم أول اختراق كبير لخطوط الجبهات منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020، الذي توسطت فيه تركيا وروسيا.
أكدت مصادر محلية مساء الأربعاء مقتل ما لا يقل عن 15 ضابطًا وجنديًا من قوات النظام خلال الاشتباكات في مواقع رئيسية، منها قاعدة الفوج 46، كما أعلنت وحدات “كتائب شاهين” المتخصصة في الطائرات بدون طيار عن تدمير مروحية تابعة للنظام كانت تستعد لشن هجمات على المناطق المحررة في قاعدة النيرب الجوية، مما يشكل ضربة كبيرة لقدرات النظام الجوية.
كما كشفت الحملة عن تطور مهم في ترسانتها، حيث استخدمت الطائرات المسيرة المصنعة محليًا القادرة على الاستطلاع وتنفيذ ضربات دقيقة.
يمثل هذا الإعلان خطوة نوعية في القدرات التكنولوجية للفصائل الثورية وتغييرًا في موازين القوى في الاشتباكات المحلية.
على الجانب الآخر، صعدت قوات النظام المدعومة من الميليشيات الروسية والإيرانية من قصفها على إدلب وحلب، مستهدفة أكثر من 16 مدينة وبلدة، وذكرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) استخدام ذخائر عنقودية محظورة دوليًا، مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 20 مدنيًا، بينهم 9 أطفال و6 نساء، بالإضافة إلى نزوح آلاف العائلات خلال ليلة واحدة.
تأتي هذه الحملة بعد أشهر من الهجمات المكثفة من قبل قوات النظام وحلفائها، والتي تسببت في نزوح أكثر من 70,000 شخص ودمرت البنية التحتية المدنية، وأكدت الفصائل الثورية أن الحملة تهدف إلى وقف القصف المستمر وتوسيع المناطق الآمنة، وتمكين العائلات النازحة من العودة إلى ديارها بكرامة وأمان.
ومع تقدم العمليات العسكرية، ستلعب قدرة الثورة على تثبيت مكاسبها والصمود أمام الهجمات المضادة دورًا حاسمًا في تشكيل ديناميكيات الصراع في شمال غرب سوريا. في غضون ذلك، دعت المنظمات الإنسانية إلى ممارسة ضغط دولي لوقف الهجمات على المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى النازحين حديثًا، وعلى الرغم من المكاسب الميدانية، يظل الثمن الباهظ لاستمرار العنف متمثلًا في المدنيين الذين يتحملون العبء الأكبر من التصعيد المتزايد.