
أعربت أصوات بارزة في العالم الإسلامي عن دعم قوي لعملية ردع العدوان التي أطلقتها الفصائل الثورية في شمال سوريا لمواجهة قوات نظام الأسد وحلفائه. وقد تم مقارنة الحملة بعملية طوفان الأقصى في غزة، حيث ركز العديد من المعلقين على طبيعتها الدفاعية وارتباطها بالصراعات الأوسع من أجل العدالة في المنطقة.
هنأت (الهيئة العالمية لأنصار الرسول) الفصائل الثورية السورية على مكاسبها، ووصفت العملية بأنها “فتح مبارك” وإلهام للشعوب المضطهدة الساعية للتحرر. وشددت الهيئة على ضرورة وحدة الفصائل الثورية والالتزام بأخلاقيات الإسلام في الحرب.
فيما رفض الناشط الإسلامي الكويتي البارز فايز الكندري، وهو معتقل سابق في غوانتانامو، الادعاءات التي تقول إن القتال ضد الأسد يعيق دعم غزة. وكتب قائلاً: “من يفصل بين الحق الفلسطيني والحق السوري فهو خائن. ومن يفصل بين الدم الفلسطيني والدم السوري فهو ظالم”.
تعكس تعليقات الكندري شعورًا متزايدًا بأن النضالات في غزة وسوريا مترابطة بشكل عميق. وانتقد أولئك الذين يمجدون قوات الأسد مع ادعائهم دعم تحرير فلسطين، واصفاً إياهم بالمنافقين والمتواطئين في جرائم النظام ضد المدنيين السوريين.
فيصل القاسم، الإعلامي السوري المقيم في الدوحة، استهان بالانتقادات الموجهة للعملية وأبرز نقاط ضعف قوات الأسد الهيكلية. وقال: “أتساءل كم من الوقت كان سيستغرق هزيمة جيش الأسد في أي معركة، لولا سلاح الجو الروسي ودعم عشرات الميليشيات الإيرانية الإرهابية؟ لاحظوا كيف ينهار هذا الجيش وحلفاؤه اليوم في حلب مثل قطع الدومينو”.
وقارن أحمد مولانا، الخبير في العلاقات الدولية، بين تخطيط وتنفيذ الحملة وما قامت به حماس قبل عملية طوفان الأقصى. وذكر أن الفصائل الثورية استعدت لسنوات، قائلاً: “لقد قيل عنهم، كما قيل عن حماس، إنهم ‘تخلوا عن القضية’… إلا أنهم اليوم يظهرون استعدادهم والتزامهم بالدفاع عن شعبهم”.
وأشار محمد المختار الشنقيطي، العالم الإسلامي، إلى الديناميات الجيوسياسية المتغيرة بعد طوفان الأقصى وتأثيراتها على سوريا. وقال: “لدى الثوار السوريين الآن فرصة لتحقيق مكاسب ضد الأسد، الذي فقد قيمته بالنسبة لإسرائيل والأمريكيين”. وحث الشنقيطي على التخطيط الاستراتيجي ووحدة الفصائل للاستفادة من هذه اللحظة.
علق أحمد السيد على أوجه الشبه بين الظلم الذي يعاني منه السوريون والفلسطينيون. وقال: “إن الظلم الذي يعانيه شعبنا في شمال سوريا لا يقل عن الظلم الذي يعانيه شعبنا في فلسطين”، مضيفاً أن دعم الثوار في سوريا هو “موقف من أجل الحق والعدل”.
وأصدرت مجموعة من العلماء البارزين في المناطق المحررة، منهم عبد الرحيم عطون، وعبد الرزاق المهدي، وأنس عيروط، ومظهر الويس وغيرهم، بياناً مشتركاً يشدد على الواجب الديني والأخلاقي لدعم الحملة. وجاء في البيان: “هذه المعركة اليوم مصيرية لنا جميعًا، ومن الواجب على الجميع دعمها بكل طاقتهم للحفاظ على المناطق المحررة، ورد العدوان، والدفاع عن المستضعفين”. وأكد البيان أيضاً أهمية الوحدة والالتزام بالتوجيهات الدينية والدنيوية لضمان النصر والنجاح.
وصف الشيخ أبو بصير الطرطوسي الحملة بأنها “منتظرة منذ زمن”، معرباً عن أمله في أن تمهد الطريق لانتصارات أوسع، قد تصل إلى أسوار دمشق.
كما دعت الهيئة العالمية لأنصار الرسول المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تقديم الدعم المالي والإعلامي والسياسي للثورة في سوريا، وحثت المنظمات الخيرية والإغاثية على تكثيف جهودها خلال أشهر الشتاء القاسية. كما انتقدت الهيئة بشدة صمت المجتمع الدولي، ووصفت الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بأنها “وصمة عار على كل مدعٍ للعدالة وحقوق الإنسان”. وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن أكثر من عقد من الجرائم، داعية إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لرفع الظلم عن الشعب السوري.
تؤكد الموجة العارمة من الدعم لحملة ردع العدوان أهميتها ليس فقط لشمال سوريا، ولكن لديناميكيات المنطقة ككل. وصورت الشخصيات العامة العملية كجزء من معركة أوسع من أجل العدالة والتحرر، مما أعاد الأمل في التغيير في مواجهة القمع المستمر.