
يوم من الغارات الجوية والقصف العنيف من قبل نظام الأسد والقوات الروسية أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، في المناطق المحررة من محافظتي إدلب وحلب. واستهدفت الهجمات الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والأماكن العامة، كما أصيب 33 مدنياً بجروح، بينهم العديد في حالة حرجة، وفقاً للدفاع المدني السوري المعروف باسم “الخوذ البيضاء”.
شهدت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي أعنف هجوم في هذا اليوم، حيث استهدفت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة لنظام الأسد الأحياء السكنية، مما أسفر عن مقتل 15 مدنياً، بينهم أربعة أطفال وامرأتان، وإصابة خمسة آخرين. عملت فرق الدفاع المدني على انتشال الجثث من تحت الأنقاض وإنقاذ الناجين.
ووصف متحدث باسم “الخوذ البيضاء” الهجوم قائلاً: “هذه مجزرة متعمدة. هذه الهجمات ليست عشوائية؛ إنها تهدف إلى تعظيم معاناة المدنيين”.
في بلدة دارة عزة غربي حلب، استهدفت الغارات الجوية سوقاً شعبياً ومحيط المسجد الكبير، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة 21 آخرين بجروح خطيرة، بينهم سبعة أطفال. سارعت فرق الإنقاذ إلى نقل الجرحى إلى المرافق الطبية، حيث لا يزال العديد منهم في حالة حرجة.
دمرت الغارات في دارة عزة أجزاء كبيرة من السوق، مخلفة مشاهد مروعة من الدمار. وقال أحد السكان المحليين: “المشاهد هنا مروعة. الأطفال والعائلات كانوا فقط يحاولون شراء الطعام، والآن السوق أصبح في حالة خراب”.
تأتي هذه الهجمات ضمن حملة عسكرية مكثفة تشنها قوات نظام الأسد وروسيا والميليشيات المتحالفة معهم في شمال غرب سوريا. وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، استهدفت هذه القوات بشكل متزايد البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والأسواق والمرافق العامة، بالقصف الجوي والمدفعي والصواريخ.
منذ بداية الأسبوع، استجابت فرق الدفاع المدني للعديد من الحوادث التي تشمل الذخائر غير المنفجرة، بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ، المنتشرة في المناطق المدنية. في الأتارب، أزيلت صواريخ 9M55k عيار 300 ملم المحملة بالقنابل العنقودية المضادة للأفراد من الأحياء السكنية. وفي مخيم القلعة قرب سرمدا، قامت الفرق بالتخلص الآمن من قنبلة عنقودية غير منفجرة خلفها هجوم صاروخي يوم الأربعاء على محيط المخيم.
وحثت “الخوذ البيضاء” المدنيين على تجنب أي أجسام غريبة أو مخلفات الحرب والإبلاغ عنها فوراً. وقال مسؤول في الدفاع المدني: “هذه المخلفات تشكل تهديداً مميتاً للجميع، وخاصة الأطفال”.
فاقم القصف المستمر الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالفعل في شمال سوريا المحرر. ومع حلول فصل الشتاء، تواجه آلاف العائلات التشرد ونقص الضروريات الأساسية والتهديد المستمر بالهجوم.
تعمل فرق الدفاع المدني تحت ظروف شديدة الصعوبة، وناشدت المجتمع الدولي للتحرك. وقال أحد رجال الإنقاذ: “الصمت يتيح لنظام الأسد وروسيا مواصلة حملتهم الإرهابية”.
في الوقت الذي يودع فيه المدنيون قتلاهم ويحاولون التعافي من موجة الدمار الأخيرة، هناك القليل من الأمل في التخفيف من معاناتهم. بالنسبة للعديد من سكان شمال غرب سوريا، يبقى البقاء على قيد الحياة معركة يومية وسط العنف المستمر.