حققت قوات الثورة السورية التابعة لتحالف إدارة العمليات العسكرية تقدمًا كبيرًا في حملتها “ردع العدوان”، حيث حررت مناطق استراتيجية في شمال سوريا، بما في ذلك المدينة الاستراتيجية سراقب ومعظم أحياء مدينة حلب، هذه التقدمات تمثل تحولًا حاسمًا في الصراع المستمر، مع استعداد قوات الثورة للسيطرة الكاملة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا.
تم تحرير المدينة الاستراتيجية سراقب في ريف إدلب الشرقي، التي تعد نقطة تقاطع حيوية بين طريق دمشق-حلب (M5) وطريق حلب-اللاذقية (M4)، من قبل التحالف. الانتصار يعطل أحد أهم طرق النقل والإمداد التابعة لنظام الأسد.
قال المتحدث باسم قسم العمليات العسكرية يوم أمس قبل تحرير المدينة: “العدو ينسحب من مدينة سراقب تحت ضربات قواتنا بعد اشتباكات عنيفة داخل المدينة”. كانت سراقب قد سقطت بيد قوات الأسد المدعومة من روسيا في أوائل 2020، وقد كانت نقطة حيوية لعمليات النظام في شمال سوريا. السيطرة على سراقب من قبل قوات الثورة تعيد الوصول إلى شبكات النقل الحيوية، مما يمنحها ميزة لوجستية كبيرة.
في هذه الأثناء، في حلب وإدلب، حررت قوات الثورة أكثر من 40 بلدة وقرية، بما في ذلك جرجناز، تلمنس، أبو الضهور، عندان، كفر حمرة، حريتان، وحيان. مساء الجمعة، حققت القوات تقدما حاسمًا بدخول الأحياء الكبرى في مدينة حلب، بما في ذلك الفردوس، الصالحين، القلعة، بستان القصر، السكري، صلاح الدين، سيف الدولة، والشيخ سعيد، بالإضافة إلى أجزاء من حلب القديمة مثل قاضي عسكر.
أفاد المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية: “بعد دخول مدينة حلب، واصلت قواتنا تحرير القرى الرئيسية في ريف حلب الشمالي كجزء من العمليات العسكرية المستمرة ضمن عملية ردع العدوان”.
تقتصر قوات نظام الأسد الآن على عدد قليل من الأحياء مثل سليمانيا، العزيزية، والميدان، بينما تدفع قوات الثورة نحو السيطرة الكاملة على المدينة.
كما تراجعت وحدات الـ YPG المرتبطة بحزب العمال الكردستاني والنظام إلى مطار حلب الدولي وحي الشيخ نجار.
تمثل السيطرة على سراقب وأجزاء من طريق M5 ضربة كبيرة للنظام وحلفائه الروس.
كان طريق M5 بمثابة ممر رئيسي للبضائع والحركة العسكرية، يربط بين مناطق شمال وجنوب سوريا، السيطرة على أجزاء من هذا الطريق تعطل سلاسل الإمداد الخاصة بالنظام وتضعف قبضته على المنطقة.
لا يزال طريق M4، الذي يربط حلب باللاذقية، محل نزاع تسيطر قوات الثورة على أجزاء منه في إدلب، موسعة نفوذها من جسر الشغور في الغرب إلى سراقب في الشرق.
هذه التقدمات تأتي بعد إعلان قوات الثورة عن السيطرة الكاملة على ريف حلب الغربي في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومع اقتراب تحرير مدينة حلب بالكامل، تعيد الحملة الثورية تشكيل الديناميكيات الإقليمية في شمال سوريا.
أكد المسؤولون المرتبطون بقيادة العمليات العسكرية وحكومة الإنقاذ للسكان التزامهم بحماية أرواحهم وممتلكاتهم في ظل جهود إعلامية للنظام تهدف إلى زرع الخوف، وأصدروا بيانًا يؤكد التزامهم بحماية السكان واستعادة الاستقرار. وقال البيان: “نعد بحماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على حقوق جميع المواطنين في المناطق المحررة”.
مع استمرار قوات الثورة في تعزيز مكاسبها في حلب والمناطق المحيطة بها، تظهر حملة “ردع العدوان” قوة منسقة ومتجددة من المحتمل أن تكون الأيام القادمة حاسمة حيث تسعى القوات لتأمين تقدماتها، وتفكيك البنية التحتية للنظام، واستقرار المناطق المحررة.
بالنسبة للمدنيين في حلب وإدلب، فإن هذه التطورات تبعث الأمل في الحصول على الراحة بعد سنوات من الصراع والاضطهاد. تواصل قوات الثورة التركيز على تحقيق أهدافها العسكرية مع تلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية للسكان.