
تواصل حملة “ردع العدوان”، التي يقودها تحالف إدارة العمليات العسكرية (CMO)، إعادة تشكيل المشهد العسكري في شمال غرب سوريا. حيث تمكنت قوات الثوار المنضوية تحت غرفة عمليات “ردع العدوان” يوم الثلاثاء من السيطرة على أكثر من 20 بلدة وقرية في ريف حماة الشمالي والغربي، متقدمة بشكل ثابت نحو مدينة حماة، المعقل الاستراتيجي لفرقة المهام الخاصة 25 التابعة للنظام.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الحملة سيطرت على مناطق رئيسية، منها قلعة المضيق، طيبة الإمام، صوران، معردس، حلفايا، تل الناصرية، ورحبة خطاب. كما وقعت قرى مثل الحويز، العمقية، الحواش، الحويجة، بيت الراس، والتوينة في ريف حماة الشمالي الغربي تحت سيطرتهم. هذه التقدمات تقرب الثوار من مدينة حماة من المحورين الغربي والشمالي.
وقد ألحقت الحملة خسائر كبيرة بقوات النظام والميليشيات المدعومة من روسيا وإيران. حيث تكبدت فرقة المهام الخاصة 25، التي تعتبر “وحدة نخبة”، أكثر من 100 قتيل خلال الـ24 ساعة الماضية، بالإضافة إلى تدمير أربع دبابات وعدة مركبات والاستيلاء على معدات أساسية. ويتقدم الثوار نحو بلدة أرزة، التي تُعتبر بوابة حيوية إلى مطار حماة العسكري.
وصرّح مصدر في غرفة العمليات قائلاً: “إذا تمت السيطرة على أرزة، فإن العمليات في مطار حماة العسكري، التي استهدفت المناطق المدنية في إدلب وريفها، ستتعطل بشكل كبير”. وأكد أن قرب المطار من خطوط الجبهات يجعله ذو أهمية استراتيجية، حيث كانت عملياته مصدر دمار للمدنيين في المناطق المحررة.
وقال العقيد جميل الصالح، أحد قادة التحالف العسكري: “الميليشيات الإيرانية وقوات النظام تحاول بث الخوف في نفوس الناس… لتشويه صورة الثورة السورية. نحن نؤكد بشكل قاطع أننا لسنا في حالة عداء مع أي مكون من الشعب السوري، ونقاتل فقط من يختار الوقوف إلى جانب النظام الإجرامي. هدفنا هو تحرير الشعب السوري من القمع والطغيان”.
ومع تقدم الحملة، يستمر ارتفاع الكلفة الإنسانية بسبب هجمات النظام وروسيا. وأفادت فرق الدفاع المدني عن مئات الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية التي استهدفت المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية في إدلب وحلب. وقد أثار استهداف البنية التحتية المدنية إدانات دولية واسعة.
ودعا هادي البحرة، رئيس الائتلاف السوري، المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وضمان سلامتهم من الهجمات العشوائية. كما شدد على ضرورة تقديم المساعدات الدولية بشكل عاجل لاستقرار المناطق المحررة ومنع مزيد من النزوح.
وأكدت قوى عالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ضرورة إيجاد حل سياسي بقيادة سورية. لكنها انتقدت في الوقت ذاته اعتماد نظام الأسد على الحلفاء الأجانب ورفضه الانخراط بجدية في المفاوضات.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بشار الأسد بأنه “ديكتاتور وحشي”، ودعا إلى عملية سياسية موثوقة تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وبالمثل، اتهمت وزارة الخارجية البريطانية النظام بعرقلة جهود السلام وتصعيد العنف، مما يفاقم الظروف المؤدية لاستمرار الصراع.
ومع تقدم الثوار نحو حماة، يواجه نظام الأسد ضغوطًا متزايدة على عدة جبهات. ويعد تحرير مدينة حماة نقطة تحول مهمة في النضال من أجل مستقبل سوريا، مما يكشف بشكل أكبر هشاشة النظام وعدم قدرته على حكم بلد يرفض حكمه القمعي.