
حققت قوات الثورة السورية، بقيادة غرفة العمليات الجنوبية (SOR) وإدارة العمليات العسكرية (CMO)، مكاسب واسعة في عدة محافظات، بما في ذلك حماة وحمص ودرعا، مع تقدمها نحو دمشق في سعيها لإسقاط نظام الأسد. تشير هذه التطورات إلى نقطة تحول في الصراع المستمر، حيث وردت تقارير عن تراجع قوات النظام تحت الضغط، وسط مقاومة مدنية تعزز الثورة.
أعلنت الفصائل الثورية يوم الخميس سيطرتها الكاملة على مدينة حماة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وأكد المقدم حسن عبدالغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية، تحرير المدينة قائلاً: “تم تحرير مدينة حماة بالكامل بعد عمليات تمشيط ناجحة لقواتنا. وحمص بانتظار وصول قواتنا مع استمرارنا في التقدم جنوباً”.
وصف النظام السوري الانسحاب بأنه “مناورة تكتيكية” لحماية المدنيين، وفقاً لما صرح به وزير الدفاع علي محمود عباس. لكن عبدالغني رفض هذا الادعاء ووصفه بأنه “تكتيك مألوف” للتنصل من الخسائر المتزايدة، متهماً نظام الأسد باستخدام المراوغة للتغطية على هزائمه.
وأفادت تقارير بأن قوات إدارة العمليات العسكرية وصلت إلى بلدات رئيسية في ريف حمص، بما في ذلك الرستن وتلبيسة ودير فول، بعد تقدم كبير عقب تحرير حماة. وقد تم نشر تعزيزات لتأمين المنطقة، فيما أصبحت القوات الثورية الآن على بُعد 10 كيلومترات من مدينة حمص.
في الجنوب، أعلنت غرفة العمليات الجنوبية (SOR) عن تحقيق انتصارات في محافظة درعا، حيث سيطرت بشكل كامل على الكرك الشرقي والغارية الشرقية. وصرحت التحالفات المناهضة للنظام بنيتها تأمين الحدود الجنوبية لسوريا والتقدم نحو دمشق لإنهاء “حكم الطغيان”.
وأفادت التقارير بأن المقاتلين المحليين في درعا اجتاحوا عدة حواجز للنظام، بما في ذلك حواجز في سملين والطرة والغارية الشرقية. كما ساعد السكان المحليون في تأمين انشقاق جنود النظام والاستيلاء على معدات عسكرية، بما في ذلك دبابات ومركبات مدرعة. واستولت قوات SOR أيضاً على بنى تحتية مهمة، مثل نقطة الجمارك في مدينة درعا، مما شكّل ضربة كبيرة لسيطرة النظام في الجنوب.
وعلى الرغم من خسائرها، شنت قوات النظام غارات جوية وهجمات بالمدفعية على البلدات المحررة حديثاً. استهدفت الطائرات الحربية الروسية جسر الرستن في حمص في محاولة واضحة لإبطاء تقدم حملة “ردع العدوان”. وأفادت مصادر محلية بسقوط ضحايا مدنيين في بلدات تلبيسة والغنطو في شمال حمص، حيث قصفت قوات النظام المناطق السكنية بعد انسحابها. وعلق المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية، عبدالغني، قائلاً: “هكذا يعامل المحتل الأرض التي ينسحب منها – بقصفها بشكل عشوائي واستهداف سكانها”.
وصفت غرفة العمليات الجنوبية حملتها بأنها معركة من أجل “الحرية والكرامة”، مؤكدة هدفها في تحقيق سوريا موحدة وعادلة. ودعت قياداتها إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة أثناء التنسيق مع مختلف المجتمعات السورية لمنع الفوضى وبناء دولة مستقرة بعد النزاع.
يأتي تقدم الثورة نحو دمشق وسط انشقاقات كبيرة في صفوف النظام وزيادة الدعوات الدولية لحل سياسي. وقد كثفت الانتفاضات الشعبية في الجنوب التنسيق مع المقاتلين المحليين والقوات الأخرى. وتركز معظم الجهود الآن على حمص كهدف رئيسي قادم. ودعا عبدالغني المدنيين في حمص إلى الاستعداد للتحرير، قائلاً: “بقايا النظام المجرم تنهار. نحن نتقدم بثبات، وعهد الطغيان يقترب من نهايته”.
وفي الوقت نفسه، يحاول نظام الأسد إعادة تنظيم صفوفه، حيث تشير التقارير إلى انسحاب الفرقة الرابعة من شرق دير الزور إلى المطار العسكري في المنطقة، مما يشير إلى إعادة ترتيب الأولويات مع تحقيق القوات الثورية مكاسب على عدة جبهات. ومع اقتراب معركة حمص وتعزيز الحملة الجنوبية للثورة، يبدو أن ميزان القوى في سوريا يتغير لصالح الثورة السورية بشكل متزايد.