
وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق يوم الجمعة في زيارة رفيعة المستوى لتعزيز العلاقات مع الحكومة الانتقالية السورية الجديدة. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤولين أوروبيين بهذا المستوى منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، وتؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الانتقال السياسي وإعادة الإعمار في سوريا.
إظهار التضامن
قال بارو في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “نقف بجانب السوريين، بكل تنوعهم. فرنسا وألمانيا هنا لتعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين وضمان استقرار المنطقة”.
وأعربت بيربوك عن مشاعر مماثلة، مؤكدة أهمية الحوكمة الشاملة في حقبة سوريا الجديدة. وقالت قبل وصولها إلى دمشق: “لا يمكن أن يكون هناك بداية جديدة إلا إذا منحت سوريا الجديدة جميع السوريين، رجالًا ونساءً، بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، مكانًا في العملية السياسية، وضمنت الحقوق، وقدمت الحماية”.
لقاءات مع قادة الحكومة الانتقالية
التقى بارو وبيربوك مع القائد العام للحكومة الانتقالية أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في خطوة وُصفت بأنها تاريخية لإعادة بناء العلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي. وتركزت المناقشات على إعادة إعمار سوريا، وصياغة دستور جديد، وتحقيق المصالحة الشاملة.
وقال بارو خلال الاجتماع: “تدعم باريس تطلعات السوريين لانتقال سياسي سلمي”، مشيرًا إلى أن فرنسا تعتزم إعادة بعثتها الدبلوماسية في دمشق قريبًا.
زيارات لمواقع الجرائم السابقة
كجزء من الزيارة، قام الوزراء بجولة في سجن صيدنايا، الذي كان رمزًا لقمع نظام الأسد. ووصفت بيربوك ظروف السجن بأنها “تفوق الوصف”، مؤكدة ضرورة توثيق الجرائم التي ارتكبت خلال حكم الأسد لضمان العدالة والمساءلة.
وعلق بارو على أهمية المحاسبة لتحقيق العدالة قائلاً: “صُدمنا خلال زيارتنا لسجن صيدنايا من الظروف الوحشية التي عاشها المحتجزون هناك”.
دعم الاتحاد الأوروبي للانتقال السوري
تتماشى الزيارة مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأوسع لدعم الحكومة الانتقالية في سوريا. وتعهدت فرنسا وألمانيا بتقديم مساعدات تقنية وقانونية للمساعدة في صياغة دستور جديد لسوريا. كما أعلن بارو عن خطط لعقد مؤتمر دولي في باريس “لمواكبة المرحلة الانتقالية في سوريا في الاتجاه الصحيح”.
وأكد الوزراء أيضًا على ضرورة انسحاب القوات الروسية من سوريا، مشيرين إلى دعم موسكو الطويل لنظام الأسد. وقالت بيربوك: “يجب أن تكون سوريا الجديدة حرة في حكم نفسها دون تدخل خارجي”.
تعاون مستقبلي
أعرب قائد الحكومة الانتقالية أحمد الشرع عن تفاؤله بالزيارة، مشيرًا إلى أهميتها لإدماج سوريا في المجتمع الدولي. وشدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية مع الدول الأوروبية لإعادة بناء سوريا وضمان الاستقرار الدائم. وقال الشرع: “نتطلع إلى بناء علاقات استراتيجية مع شركائنا الأوروبيين”.
التركيز على المصالحة
تُعتبر زيارة وزراء الاتحاد الأوروبي خطوة بارزة في تعافي سوريا. ومع بدء المجتمع الدولي إعادة الانخراط مع دمشق، يبقى التركيز على دعم الشعب السوري وضمان مستقبل شامل وسلمي ومزدهر للأمة.