
أكدت قطر التزامها بدعم الحكومة الانتقالية السورية (STG)، متعهدةً بتقديم المساعدات الإنسانية، والشراكات التنموية، والتعاون السياسي، مع سعي سوريا لتجاوز مرحلة إعادة الإعمار الحساسة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأشاد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بالدعم الثابت الذي تقدمه قطر، وذلك عقب اجتماعات رفيعة المستوى في الدوحة مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الدولة محمد الخليفي.
وقال الشيباني: “كان لقاؤنا مع أشقائنا في قطر عميقًا وشاملًا. ناقشنا خارطة الطريق لإعادة بناء بلدنا، وتمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية، وبناء حكومة تمثل جميع مكونات الشعب”.
شراكات استراتيجية وتخفيف العقوبات
أبرز الشيباني الدور البارز الذي تلعبه قطر خلال المرحلة الانتقالية لسوريا، قائلاً: “قطر شريك استراتيجي، ونحن حريصون على تعزيز العلاقات المشتركة بما يخدم مصالح البلدين”.
كما شدد على أهمية رفع العقوبات الاقتصادية، واصفًا إياها بأنها عائق كبير أمام تعافي سوريا. وأضاف: “نجدد مطالبتنا للولايات المتحدة برفع العقوبات لتسريع عملية التعافي والبدء في بناء سوريا الجديدة”.
وقد أكدت قطر هذا المطلب، حيث دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إلى رفع العقوبات، قائلاً: “الأسباب التي أدت إلى فرض هذه العقوبات لم تعد موجودة اليوم”، مطالبًا باتخاذ إجراءات فورية لتسهيل المساعدات الإنسانية والاقتصادية.
الجهود الإنسانية وإيصال المساعدات
كثفت قطر مساعداتها الإنسانية لسوريا، حيث تقوم بتشغيل جسر جوي عبر صندوق قطر للتنمية. حيث وصلت طائرة ثالثة محملة بالطعام، والأغطية، والمعاطف الشتوية إلى مطار دمشق الدولي يوم الاثنين، مع خطط لتوزيع المساعدات في عدة محافظات، بما في ذلك حلب، وإدلب، وحمص.
وتشرف فرق الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، على توزيع الإمدادات للأسر المتضررة من الأزمة الإنسانية المستمرة في سوريا. ويُعد الجسر الجوي، الذي يشمل رحلتين أسبوعياً، جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تلبية الاحتياجات الماسة للشعب السوري.
مبادرات دبلوماسية واقتصادية
تمتد شراكة قطر مع سوريا إلى ما وراء المساعدات الإنسانية، حيث ناقش المسؤولون القطريون والسوريون الشراكات الاستراتيجية في مجالات البنية التحتية والخدمات الأساسية والاستقرار السياسي. وأكد الشيباني رؤية الحكومة الانتقالية لعصر جديد من العلاقات الإقليمية.
وقال: “ستتمتع سوريا الجديدة بعلاقات طيبة مع المنطقة، يسودها السلام والتعاون المشترك، بعيدًا عن علاقات النظام البائد”.
دعم مستمر
كانت قطر من أوائل الدول التي قطعت العلاقات مع نظام الأسد في عام 2011 ردًا على قمعه العنيف للاحتجاجات. وبعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر، أصبحت قطر ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق، مما يعكس دعمها القوي للحكومة الانتقالية السورية.
وجدد رئيس الوزراء القطري تأكيد التزام بلاده بحل سياسي للأزمة السورية. وفي اتصال مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أهمية الحلول المستدامة والتنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان الاستقرار واحترام سيادة سوريا.
نظرة إلى المستقبل
تعكس العلاقة بين قطر والحكومة الانتقالية السورية رؤية مشتركة لإعادة بناء سوريا سلمية وشاملة. ومع المساعدات الإنسانية والدعم السياسي من قطر، إلى جانب الدعوات لتخفيف العقوبات، تهدف الدولتان إلى رسم مسار نحو التعافي والاستقرار الإقليمي طويل الأمد.
وقال الشيباني: “دعم قطر في هذا الوقت الحرج لا يقدر بثمن. معًا، يمكننا تحقيق الأمن والسلام والازدهار للشعب السوري”.