
وصلت والدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس إلى دمشق لتكثيف الجهود للعثور على ابنها، الذي اختفى قبل أكثر من عقد أثناء تغطيته للأحداث في سوريا. زيارة ديبرا تايس، وهي الأولى لها منذ عام 2015، تأتي كجزء من جهود جديدة للبحث عن إجابات بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
يرافقها نزار زكا، رئيس منظمة Hostage Support Worldwide، حيث أعربت ديبرا عن أملها بأن تقربها زيارتها من معرفة مصير ابنها. وقالت: “سيكون من الرائع أن أحتضن أوستن وأنا هنا. هذا سيكون أفضل شيء. أشعر بقوة أن أوستن هنا، وأعتقد أنه يعلم أنني هنا”.
انفتاح جديد وقيادة جديدة
زيارة ديبرا إلى دمشق تأتي بعد ما يقرب من عقد من رفض النظام السابق منحها تأشيرات دخول. وكانت الحكومة المخلوعة قد أنكرت مرارًا علمها بمكان وجود أوستن. ومع وجود قيادة جديدة لسوريا بقيادة أحمد الشرع، تأمل العائلة بحذر في الحصول على تعاون من السلطات السورية التي وعدت ببذل قصارى جهدها للمساعدة في عودة أوستن سالمًا.
خلال إقامتها، تخطط ديبرا للقاء مسؤولين سوريين، من بينهم الشرع، للضغط من أجل الحصول على معلومات عن ابنها. ويشاركها زكا، الذي تنشط منظمته في البحث عن الرهائن حول العالم، اعتقادها بأن أوستن لا يزال في سوريا.
أمل في إدارة أمريكية جديدة
تزامنت زيارة ديبرا مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وأعربت عن ثقتها بقدرته على التفاوض للإفراج عن ابنها. وقالت: “أعلم أن الرئيس ترامب مفاوض ماهر، لذا لدي الكثير من الثقة فيه”.
ومع ذلك، أقرت بعدم اليقين بشأن معرفة الإدارة السورية الجديدة بمصير أوستن. وأضافت: “من الصعب معرفة ما إذا كان الوافدون الجدد لديهم معلومات عن أوستن”.
معاناة شخصية ومشتركة
تعكس رحلة ديبرا تايس مهمة شخصية عميقة ترتبط بمعاناة العديد من السوريين الذين ما زالوا يبحثون عن أحبائهم الذين احتجزوا أو اختفوا في عهد النظام السابق. ومن دمشق، أعربت عن تعاطفها مع العائلات السورية قائلة: “بكيت عندما علمت أن هناك عشرات الآلاف من السوريين مسجونين ومفقودين. أشعر بالكثير من القواسم المشتركة مع الأمهات والعائلات السورية، خاصة في الأمل بلقاء أبنائهم مجددًا”.
اختفى أوستن تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية وصحفي حر يبلغ من العمر 43 عامًا، في أغسطس 2012 أثناء تغطيته لصالح وسائل إعلام مثل CBS وواشنطن بوست. وشوهد آخر مرة عند نقطة تفتيش قرب دمشق. بعد شهر من اختفائه، ظهر فيديو يظهره معصوب العينين ومقيد اليدين بحضور مسلحين.
جهود دولية
زيارة ديبرا تايس جذبت اهتمام جهات دولية وإقليمية. قبل وصولها إلى دمشق، التقت مع عباس إبراهيم، المدير السابق للأمن العام اللبناني، الذي كان قد شارك في جهود البحث عن أوستن. ووصف إبراهيم القضية بأنها “رمز للمعاناة الإنسانية التي يجب ألا تغيب عن ضمير العالم”.
وأكد المسؤولون الأمريكيون ومنظمات حقوقية بشكل مستمر على ضرورة الإفراج عن أوستن، معتبرين أن قضيته تسلط الضوء على قضايا أوسع تتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
دفع جديد نحو الإجابات
بالنسبة لوالدة أوستن، فإن الفرصة للعودة إلى سوريا تحمل الأمل وعدم اليقين في الوقت نفسه. تعكس زيارتها صمود عائلة في سعيها لتحقيق العدالة وإيجاد الخاتمة بعد سنوات من الصمت. وبينما تتعامل القيادة الجديدة في سوريا مع فترة انتقالية، تظل قضية أوستن تايس تذكيرًا مؤلمًا بالجراح الشخصية والسياسية التي خلفها نظام الأسد.
سواء ستثمر هذه الزيارة عن إجابات أم لا، تبقى رحلة ديبرا تايس رحلة أمل لا يتزعزع. وقالت ببساطة: “أنا هنا من أجل أوستن. ولن أستسلم أبدًا”.