
أعلنت القوات الحكومية السورية استعادة السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية الساحليتين بعد سلسلة من العمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق. وأكد العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم وزارة الدفاع، تقدم الجيش، مشددًا على أن الأمن والاستقرار يُعادان تدريجيًا.
وقال عبد الغني في بيان صحفي حديث: “حققت قوات وزارة الدفاع تقدمًا ميدانيًا سريعًا وأعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت هجمات غادرة ضد عناصر الأمن العام”. كما حذر من أن رفض تسليم السلاح سيواجه برد عسكري حاسم.
وأضاف عبد الغني أن أولئك الذين “راهنوا على الفوضى” يجب أن يدركوا أن عهد النظام السابق قد انتهى. وقال: “بالنسبة لمن لم يفهم بعد، سنوضح ذلك عمليًا على الأرض”.
تطويق واعتقالات الجماعات المسلحة
بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، نفذ الجيش السوري عمليات واسعة لتعقب وتحييد الجماعات المسلحة المتبقية في المنطقة. وأفادت تقارير بأن القوات الحكومية حاصرت معاقل فلول النظام السابق، وكثفت جهودها لتأمين المناطق المدنية.
وصرح مصدر أمني للصحافة بأن وحدات الجيش تقدمت نحو أطراف جبلة بريف اللاذقية، حيث خاضت معارك عنيفة مع مقاتلي النظام السابق. وأسفرت العمليات عن استسلام العديد من المسلحين واعتقال آخرين، إلى جانب مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.
ورغم دعوة الحكومة المدنيين للعودة إلى منازلهم في المناطق التي تم تأمينها، لا يزال بعض المسلحين متحصنين داخل الأحياء السكنية، مما يدفع السلطات إلى اتخاذ الحيطة لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين أثناء عمليات التمشيط.
عمليات التمشيط
أفادت مصادر عسكرية بأن عمليات تمشيط واسعة النطاق بدأت فجر الجمعة، حيث داهمت القوات الحكومية أوكار المسلحين في اللاذقية وطرطوس والمناطق المجاورة، بدعم من طائرات شاهين المسيرة وتعزيزات عسكرية من مختلف أنحاء البلاد.
وأفادت مصادر محلية بمقتل ما لا يقل عن 50 عنصرًا من فلول النظام السابق خلال العمليات الأخيرة، بالإضافة إلى تنفيذ اعتقالات واسعة. كما فرض حظر تجوال في اللاذقية وطرطوس، وحثت السلطات المدنيين على البقاء في منازلهم والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.
ودعت إدارة الأمن العام عناصر النظام السابق الراغبين في تسليم أنفسهم إلى التوجه لأقرب نقطة تفتيش أمنية، فيما أكدت أن الداعمين للجماعات المسلحة سيُلاحقون ويُحاسبون.
دعم شعبي للحكومة السورية
تأتي هذه العمليات العسكرية في أعقاب موجة من التظاهرات الشعبية في عدة مدن سورية، حيث عبّر المواطنون عن دعمهم للقوات الحكومية وجهودها لاستعادة النظام. وردًا على ذلك، تم نشر آلاف المركبات العسكرية والتعزيزات الأمنية إلى المنطقة الساحلية ليلًا.
ومع اقتراب العمليات من نهايتها، تؤكد الحكومة أن هدفها الأساسي هو القضاء على التهديدات المتبقية ومنع حدوث أي اضطرابات مستقبلية. ومع تمركز الجيش في مواقع استراتيجية، تصر السلطات على أن الأمن الكامل سيُعاد قريبًا إلى الساحل السوري.