
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي غزو جنوب سوريا، مُخالفةً بذلك القانون الدولي. (L24/وسائل التواصل الاجتماعي)
تزايدت العمليات العسكرية الإسرائيلية غير القانونية في جنوب سوريا، حيث واصلت القوات الإسرائيلية التوغل في مناطق جديدة. في 3 مارس، دخلت القوات الإسرائيلية بلدة جديدة في ريف القنيطرة، بعد توغلات سابقة في معلقة ومجدوليا. كما أقامت القوات الإسرائيلية نقطة تفتيش في مجدوليا ومددت وجودها إلى قرى الرويحينة ورسم الحلبي وطريق نبع الصخر.
توسع الاحتلال الإسرائيلي في سوريا
شهد هذا التصعيد نشاطًا مكثفًا للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي، خاصة فوق مدينة طفس في درعا. في الأسابيع الأخيرة، بدأت القوات الإسرائيلية في بناء قواعد عسكرية تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك. وتشير التقارير إلى أن هذه المواقع مجهزة ببنية تحتية تشمل شبكات كهرباء ومرافق سكنية، ما يدل على نية لتواجد عسكري طويل الأمد.
في حوض اليرموك، أفاد السكان بحدوث عدة توغلات من قبل القوات الإسرائيلية. ووصف نشطاء حالة من الاستنفار في عدة بلدات، مع تحركات للمجموعات المسلحة ردًا على التقدم الإسرائيلي. وتلمح مصادر محلية إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يكون بصدد البحث عن أفراد معينين أو مخازن أسلحة.
وتشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن إسرائيل باتت تسيطر على ثلاث مناطق للنيران والمراقبة في سوريا حتى دمشق، وتشرف على 40 ألف مدني، ما يمكن جيش الاحتلال من عرقلة جهود دمشق لاستعادة السيطرة على الجنوب.
غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية
شنت القوات الجوية الإسرائيلية 41 غارة على أهداف سورية بين ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء، في أعنف قصف جوي منذ شهرين. واستهدفت الغارات مواقع تابعة للنظام السوري، بما في ذلك أنظمة الرادار ومقار القيادة ومستودعات الأسلحة. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، هدفت الضربات إلى تحييد التهديدات المحتملة من القوات السورية.
قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عسكرية رئيسية، بما في ذلك ثكنات الفوج 89 في جباب ولواء 12 في إزرع. كما تعرض ريف القنيطرة لهجمات، حيث تم استهداف اللواء 90 بعدة غارات جوية. وتعرض محيط مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء للقصف ظهر الثلاثاء. وتكررت الضربات على بعض المواقع، ما يعكس حجم الحملة العسكرية الإسرائيلية.
بررت إسرائيل هذه الهجمات بأنها “إجراءات وقائية” ضد “تهديدات محتملة”. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن هذه الضربات جزء من جهد أوسع لمنع سوريا من أن تصبح خطرًا أمنيًا شبيهًا بجنوب لبنان. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الموقف، داعيًا إلى “نزع السلاح” من محافظات جنوب سوريا.
غضب شعبي ضد إسرائيل في سوريا
أثارت الأنشطة العسكرية الإسرائيلية غضبًا واسعًا في سوريا. حيث شهدت مدينة طفس مظاهرات تندد بالتوغلات وتطالب بإنهاء الاحتلال. وأكد المحتجون على وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات لتقسيم البلاد.
ورغم محاولات إسرائيل تبرير عملياتها باعتبارها ضرورية “للأمن القومي”، إلا أن هذه الأفعال لاقت انتقادات من المجتمع السوري ومن مراقبين دوليين. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال النزاعات الداخلية السورية لتوسيع نفوذها العسكري، ما يثير مخاوف من تداعيات جيوسياسية طويلة الأمد.
مع استمرار التوترات في التصاعد، تبقى سوريا محورًا رئيسيًا في الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية. ومع تصاعد العمليات العسكرية، يظل المدنيون عالقين في خضم صراع متزايد يهدد بمزيد من التصعيد.