
وقعت الحكومة السورية ووجهاء السويداء مذكرة تفاهم تهدف إلى تنظيم الشؤون الإدارية والأمنية في المحافظة. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن هذه الوثيقة ليست اتفاقاً نهائياً، وأن قضايا رئيسية لا تزال دون حل.
توقيع مذكرة التفاهم
التقى ممثلون عن مجتمع السويداء والإدارة السورية يوم الأربعاء في منزل الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، بحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور وآخرين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني في دمشق.
وانتهى الاجتماع بتوقيع مذكرة تفاهم تضمنت عدة بنود، من بينها تعهد الحكومة السورية بتفعيل عمل الشرطة القضائية، وتعزيز القطاع الأمني تحت إشراف وزارة الداخلية، وتنظيم أوضاع الضباط المنشقين والفصائل المسلحة تحت وزارة الدفاع.
كما شملت الاتفاقية دفع الرواتب المتأخرة فوراً، ومراجعة قضايا الموظفين المفصولين، وإجراء إصلاحات مالية وإدارية في المؤسسات الحكومية، وتحويل مقر حزب البعث السابق إلى الحرم الرئيسي لجامعة السويداء. وتم تشكيل لجنة متابعة للإشراف على تنفيذ الاتفاق مع استمرار المشاورات لحل القضايا العالقة.
خطوة إلى الأمام، لكنها ليست اتفاقاً نهائياً
رغم التوقيع الرسمي، نقلت “السويداء 24” عن مصدر في القيادة الروحية للمحافظة أن المذكرة تمثل قائمة مطالب أكثر من كونها اتفاقاً ملزماً. وأشار المصدر إلى أن ممثل الدولة تعهد بتنفيذ البنود، لكن هناك قضايا ما زالت قيد التفاوض، بما في ذلك مستقبل الفصائل المسلحة المحلية ومدى صلاحيات الإدارة المحلية.
ودفع الشيخ الهجري باتجاه نظام لامركزي يمنح السويداء صلاحيات إدارية واسعة، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية لمنع المزيد من الانقسام في سوريا. ومع ذلك، رفضت دمشق المطالب التي تحد من سيطرتها على المحافظة.
عدم استقرار أمني وسياسي
يبقى الوضع الأمني مصدر قلق كبير. فقد شهدت السويداء احتجاجات طوال عام 2023، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر. وشهدت المحافظة تصاعداً في حالة عدم الاستقرار، مع نشاط جماعات مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة. وتتمثل إحدى النقاط العالقة في المفاوضات في إصرار السويداء على أن تتكون القوات الأمنية حصرياً من أبناء المنطقة، ورفضها نشر قوات من مناطق أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر المناقشات حول إدارة السويداء. فرغم أن الدكتور بكور يشغل حالياً منصب المحافظ، لا يزال هناك خلاف حول ما إذا كان يجب أن يكون خلفه من أبناء المحافظة. وقد زاد هذا الخلاف من التوترات، حيث يشكك كثير من السكان في مدى التزام دمشق بتنفيذ وعودها.
في الوقت الحالي، تمثل المذكرة خطوة نحو التقدم، لكنها لا تزال بعيدة عن الحل النهائي. وستستمر المحادثات بين قادة السويداء والإدارة السورية بينما يحاول الجانبان التفاوض ضمن مشهد سياسي هش.