
أكثر من 400 قصف إسرائيلي في المنطقة
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية في محافظة اللاذقية مساء الأربعاء، في تصعيد جديد للهجمات عبر الحدود، بينما تواجه المنطقة موجة متجددة من الصراع.
ووفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، استهدفت الغارات منشآت عسكرية بالقرب من الميناء الأبيض ولواء البحرية 110 في منطقة رأس شمرة. وقد هزّت انفجارات قوية مدينة اللاذقية وريفها، مع انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ألسنة اللهب تتصاعد من المواقع المستهدفة. ولم تؤكد السلطات السورية بعد وقوع أي خسائر بشرية.
وأفادت مصادر محلية بأن الهجمات ركزت على القواعد البحرية ومستودعات الأسلحة، في محاولة واضحة لإضعاف ما تبقى من البنية العسكرية السورية. ووصف شهود العيان الضربات بأنها “مكثفة”، حيث استهدفت موجات متتالية من القصف الميناء والمناطق المحيطة به.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا رسميًا على الغارات، لكن في وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن أنه قصف أكثر من 430 هدفًا في سوريا ولبنان وقطاع غزة منذ استئناف حملته العسكرية في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
تصاعد التوترات على عدة جبهات
تأتي هذه الهجمات في ظل تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر. ومنذ ذلك الحين، كثفت القوات الإسرائيلية جهودها لتفكيك ما تبقى من المواقع العسكرية السورية، حيث نفذت مئات الغارات الجوية، إلى جانب عمليات توغل برية في ريف دمشق والقنيطرة ودرعا.
وفي يوم الثلاثاء، قصفت الدبابات الإسرائيلية قرية كويا في ريف درعا الغربي، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين. وأشارت تقارير محلية إلى أن الهجوم جاء بعد محاولة توغل من قبل القوات الإسرائيلية المحتلة، والتي قوبلت بمقاومة من سكان القرية. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن العملية.
وأفاد موقع “درعا 24″، وهو شبكة محلية لرصد الأحداث، بأن القوات الإسرائيلية حاولت التسلل إلى كويا عبر وادٍ قريب، لكنها اضطرت إلى التراجع بعد مواجهة مقاومة مسلحة. وبعد ساعات، قصفت الدبابات الإسرائيلية البلدة، مما أسفر عن وقوع المزيد من الضحايا.
نمط متكرر من التصعيد
لطالما استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية في سوريا، بحجة منع القوات المدعومة من إيران من ترسيخ وجودها بالقرب من حدودها. إلا أن موجة الهجمات الأخيرة تشير إلى استراتيجية أوسع تهدف إلى القضاء على القدرات العسكرية السورية بالكامل.
وتندرج الغارات الجوية صباح الخميس في اللاذقية ضمن هذا السياق، حيث استهدفت منشأة بحرية رئيسية ومستودعات للأسلحة. وكان الميناء الأبيض، وهو موقع استراتيجي يضم سفنًا حربية ومستودعات للذخيرة، من بين الأهداف الرئيسية.
وردًا على ذلك، أدانت سوريا الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك لسيادتها، متعهدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أراضيها، رغم محدودية قدرتها على الرد. ولا تزال الاعتداءات الإسرائيلية على عدة جبهات، بما في ذلك غزة ولبنان وسوريا، تشكل عامل زعزعة للاستقرار، مما يزيد من مخاطر اندلاع صراع أوسع في المنطقة.