
ثفت القوات الإسرائيلية هجماتها في سوريا، حيث اعتقلت مزارعين ورعاة في ريف درعا الغربي، بينما شنت غارات جوية على عدة مواقع، بما في ذلك دمشق وحماة وحمص.
محاولة غزو إسرائيلي لمدينة نوى
شنت القوات الإسرائيلية توغلاً باتجاه مدينة نوى في ريف درعا الغربي مساء الأربعاء، حيث استهدفت الدبابات تل الجموع. وأفادت مصادر محلية بأن المركبات العسكرية الإسرائيلية دخلت غابة سد الجبيلية، لكنها انسحبت لاحقًا.
وأثناء تقدم القافلة نحو حرش تسيل، واجهت مقاومة غير متوقعة من الأهالي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أجبرت القوات الإسرائيلية على الانسحاب مؤقتًا قبل أن تعود تحت غطاء جوي كثيف. وتشير التقارير إلى أن القافلة حوصرت في مرحلة ما من قبل المقاتلين المحليين، مما أدى إلى معركة طويلة.
سقوط قتلى مدنيين
نفذت المروحيات الإسرائيلية عدة غارات جوية على تل الجموع قرب نوى وحرش الجبيلية في ريف درعا الغربي. وحلّقت ست مروحيات فوق المنطقة، مستهدفة ما تزعم إسرائيل أنه مواقع عسكرية. وأسفرت الغارات على غابة الجبيلية عن مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين من نوى، وفقًا لمصادر محلية. ولا تزال الحصيلة الكاملة للضحايا الناجمة عن الاشتباكات المستمرة غير واضحة.
الغارات الإسرائيلية على البنية التحتية السورية
قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مواقع رئيسية في سوريا يوم الأربعاء، مستهدفة دمشق وحماة وحمص. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الضربات استهدفت مبنى البحوث العلمية في حي برزة بدمشق.
وفي حماة، استهدفت مقاتلتان إسرائيليتان المطار العسكري بأكثر من 10 غارات جوية، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، وفقًا لمصادر محلية. كما تعرضت قاعدة “T4” الجوية في حمص للقصف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه الضربات كانت بمثابة رسالة تحذيرية لتركيا بعدم إقامة قاعدة عسكرية في سوريا. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن بلاده “لن تسمح بالمساس بحريتها في العمليات الجوية”.
وزارة الخارجية السورية تدين الهجمات
أدانت وزارة الخارجية السورية الغارات الجوية الإسرائيلية باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي وهجومًا على السيادة السورية. وفي بيان اتهمت الوزارة إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار سوريا وإطالة أمد معاناتها.
وأشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت خمسة مواقع خلال 30 دقيقة، مما أدى إلى تدمير مطار حماة العسكري وإصابة مدنيين وعسكريين. وأضافت الوزارة أن هذه الهجمات تعرقل جهود إعادة الإعمار في سوريا بعد 14 عامًا من الحرب.
وجاء في البيان: “تطالب سوريا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي، وندعو الأمم المتحدة والهيئات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من التصعيد”.
تصاعد التوترات الإقليمية
مع تصاعد النشاط العسكري الإسرائيلي على طول الحدود السورية، تزداد المخاوف من اندلاع مزيد من الصراعات. وتشير الاشتباكات الأخيرة في نوى إلى تحول في الموقف، حيث بدأت المجتمعات المحلية في مقاومة التوغلات الإسرائيلية بشكل متزايد.
ورغم أن الحكومة السورية لم تتخذ إجراءات عسكرية مباشرة ضد إسرائيل، إلا أنها أصدرت عدة بيانات تدين الهجمات، محذرة من أن استمرار العدوان الإسرائيلي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.