تقدم بحاجة إلى تطوير “تفاهمات متبادلة”
تضمنت الرسالة المكونة من أربع صفحات، والتي أرسلت إلى واشنطن في 14 أبريل، خطوات تقول دمشق إنها اتخذتها، بما في ذلك إنشاء مكتب اتصال للمساعدة في تحديد مكان الصحفي الأمريكي أوستن تايس، وتعزيز التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. كما أشار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى هذه الجهود علنًا خلال أول خطاب له أمام مجلس الأمن الدولي.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تسلم الرسالة السورية، وأخبر وكالة رويترز أن الولايات المتحدة “تُقيّم الرد”، لكنها جددت التأكيد على أن واشنطن “لا تعترف بأي كيان كحكومة لسوريا”، وأن عملية التطبيع تعتمد على تصرفات السلطات المؤقتة.
المقاتلون الأجانب ومكافحة الإرهاب
بينما أقرت سوريا بتحقيق تقدم في خمسة من أصل ثمانية شروط أمريكية، قدمت الرسالة تطمينات محدودة بشأن بعض المطالب الأساسية مثل إزالة “المقاتلين الأجانب” من مراكز حساسة في الحكومة السورية ومنح القوات الأمريكية سلطة أحادية لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب.
وأشار المسؤولون السوريون إلى أن ترقية الأجانب إلى رتب عسكرية قد تم تعليقها، لكنهم لم يؤكدوا إزالة من سبق تعيينهم. كما اقترحوا أن تكون هناك محادثات أوسع لحل المخاوف المتعلقة بالمقاتلين الأجانب، وهي قضية تعتبرها دمشق حساسة نظرًا لدور المقاتلين غير السوريين خلال الحرب الأهلية.
وفيما يتعلق بالضربات الأمريكية لمكافحة الإرهاب، قالت دمشق إنه ستكون هناك حاجة إلى “تفاهمات متبادلة”، دون أن تمنح تصريحًا صريحًا. وبدلًا من ذلك، تعهدت سوريا باتخاذ تدابير قانونية لمكافحة التهديدات المتطرفة دون توضيح الخطوات المحددة.
تعهدات بمنع التهديدات ضد إسرائيل وتوسيع التعاون
في التزام لافت، تعهدت سوريا بعدم السماح باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق لتهديد دول أخرى، بما في ذلك إسرائيل. وقد فصلت الرسالة الجهود الجديدة لمراقبة الفصائل الفلسطينية المسلحة، مشيرة إلى تشكيل لجنة لمتابعة أنشطتها.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت سوريا عن وجود تواصل مباشر جارٍ مع المسؤولين الأمريكيين في عمّان حول مسألة محاربة تنظيم داعش، وهو قناة تعاون لم يُعلن عنها علنًا من قبل. وأعرب المسؤولون السوريون عن أملهم في أن تؤدي هذه الإجراءات إلى محادثات أوسع بشأن إعادة فتح السفارات ورفع العقوبات الاقتصادية.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد ردت رسميًا على رسالة سوريا. ومن المتوقع أن يناقش الشيباني محتوى الرسالة بشكل أوسع مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته إلى نيويورك.