
وقّعت الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية في سوريا يوم الخميس اتفاقية لمدة 30 عامًا مع شركة الشحن الفرنسية العملاقة CMA CGM لتطوير وتشغيل محطة الحاويات في ميناء اللاذقية. جرت مراسم التوقيع في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس أحمد الشرع
تبلغ قيمة الصفقة 230 مليون يورو، وتمثل استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية البحرية السورية، وتشمل خطة لتحديث مرافق ميناء اللاذقية خلال السنوات الخمس المقبلة. وستستثمر CMA CGM 30 مليون يورو في السنة الأولى، و200 مليون يورو خلال السنوات الأربع التالية.
بموجب الاتفاقية، ستقوم الشركة الفرنسية بتوسيع الرصيف إلى 1.5 كيلومتر وتعميقه إلى 17 مترًا، ما يسمح باستقبال سفن أكبر وزيادة كبيرة في سعة الحاويات. ومن المتوقع أن تبدأ العمليات بوتيرة متصاعدة بعد الانتهاء من أعمال التحديث.
تحلّ هذه الاتفاقية الجديدة محل عقد سابق تم توقيعه في ظل الحكومة السورية السابقة، وأفاد المسؤولون بأن شروط العقد القديم كانت مختلفة بشكل كبير ولا تتماشى مع أهداف التنمية الحالية للبلاد. ويتضمن العقد المُحدّث آليات جديدة لتقاسم الإيرادات، والتزامات فنية أوضح، وبنودًا لحل النزاعات عبر غرفة التجارة الدولية في لندن.
تُعد CMA CGM نشطة في سوريا منذ عام 2009 من خلال مشروعها المشترك “شركة محطة الحاويات الدولية في اللاذقية”. كما وسّعت الشركة خدماتها إلى ميناء طرطوس وتدير خط شحن أسبوعي في البحر الأبيض المتوسط يُعرف باسم Bora Med Service.
ورغم أن الاستثمار طويل الأجل، أكّد المسؤولون السوريون أن الاتفاقية تحافظ على السيادة الوطنية. وقال مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة، إن “جميع العمليات ستُنفذ تحت إشراف الدولة ووفقًا للقانون السوري”، مشيرًا إلى أن CMA CGM ستعتمد على موظفين سوريين، بدعم من برامج تدريب على أنظمة إدارة الموانئ المتطورة.
كما تحلّ الاتفاقية القضايا المالية العالقة بين الطرفين من السنوات الماضية، مما يعزز استقرار الشراكة. وتخضع CMA CGM لعائلة سعادة، وتحتفظ شركة يلدريم التركية بحصة 24% من أسهمها.
ويُنظر إلى تطوير ميناء اللاذقية على أنه خطوة حاسمة نحو استعادة دور سوريا في التجارة المتوسطية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع النقل في البلاد.