
تعرضت مجموعة من الصحفيين السوريين لاعتداء مسلح في السويداء يوم الأحد 4 مايو/أيار، أثناء تغطيتهم لتطبيق اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية. ويُبرز هذا الاعتداء، الذي يُزعم أنه نفذه مسلحون تابعون لفصائل محلية، استمرار حالة عدم الاستقرار في المحافظة الجنوبية، رغم الجهود الأخيرة لاستعادة النظام.
وأفاد الصحفي أحمد فلاحة، بأن مسلحين أوقفوه هو والمصور معاوية الأطرش أثناء توجههما لتغطية الاتفاق الموقع بين محافظ السويداء مصطفى البكور ورجال الدين في المحافظة. وفي منشور على فيسبوك، قال فلاحة إن المهاجمين هددوه بالقتل، ووجهوا إليه شتائم، ووجهوا مسدسًا إلى رأسه قبل أن ينزلوه بالقوة من سيارته. وكتب: “لم يمنعهم من إيذائنا أكثر إلا تدخل رجل شريف من أبناء المدينة”.
كان الحادث جزءًا من اعتداء أوسع نطاقًا على ثمانية صحفيين على الأقل، من بينهم محمد هارون وآخرون، حيث تعرض العديد منهم للضرب والسرقة، وفقًا للأطرش. واحتمى الصحفيون في مبنى المحافظة لساعات قبل أن يُخرجهم عناصر من فصيل “لواء الجبل” من المدينة.
إدانة واعتذار
ردًا على ذلك، عقدت وزارة الإعلام السورية اجتماعًا يوم الاثنين مع الصحفيين المتضررين. وأكد وزير الإعلام حمزة المصطفى التزام الوزارة بحماية الإعلاميين، ووعد بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان سلامة الصحفيين في مناطق النزاع.
سارع اتحاد الصحفيين السوريين إلى إدانة الاعتداء، واصفًا إياه بانتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحمي الإعلاميين. وقال الاتحاد في بيان له: “إن استهداف الصحفيين أثناء تأدية واجبهم المهني جريمة بموجب الأعراف الدولية”، ودعا السلطات والمجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين. كما أكد البيان على تجاهل المهاجمين الواضح للصحفيين الذين تم تحديد هويتهم بوضوح ومعداتهم الصحفية، واصفًا ذلك بأنه اعتداء على حرية الصحافة وحق الجمهور في الحصول على المعلومات. أعرب قادة المجتمع المحلي عن أسفهم. وأفادت السويداء 24 أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، أبو أسامة يوسف جربوع، قدم، برفقة رجال دين آخرين، اعتذارًا شخصيًا للصحفيين، وأدانوا الاعتداء ووعدوا بمحاسبة الجناة. وقالوا: “هذا العمل لا يمثل قيمنا”.
تزامن أعمال العنف والتوترات الحاصلة
وقعت أعمال العنف في ظل تصاعد التوتر الطائفي في السويداء والمناطق المحيطة بها، حيث اندلعت اشتباكات إثر تسجيل صوتي يُسيء إلى النبي محمد. ورغم التنصل من التسجيل، إلا أن تداعياته أشعلت من جديد خلافًا قديمًا بين الفصائل الدرزية والقوات الموالية للحكومة.
يهدف الاتفاق الموقّع في الأول من مايو/أيار إلى استعادة النظام من خلال الدعوة إلى تعزيز الأمن، لا سيما على طول الطريق المؤدي إلى دمشق. وقد أعلن المحافظ البكور التزامه بتنفيذ بنوده، مؤكدًا أن الاتفاق لا يزال ساري المفعول رغم بعض التعديلات الطفيفة.
وبما أن المشهد الإعلامي في سوريا يظل أحد أخطر المشاهد الإعلامية في العالم، فإن حادثة السويداء تشكل تذكيراً صارخاً بالمخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للأحداث وسط الاضطرابات.