
أشار الرئيس دونالد ترامب إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مشيرًا إلى إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على البلاد لإتاحة ما وصفه بـ”بداية جديدة”. وفي حديثه للصحفيين يوم الاثنين، قال ترامب إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حثه على رفع القيود الاقتصادية، وأن العديد من القادة الإقليميين شاركوه هذا الطلب.
وقال ترامب: “سألني الكثيرون عن ذلك، لأن الطريقة التي نفرض بها العقوبات لا تمنحهم بداية جيدة. نريد أن نرى إن كان بإمكاننا مساعدتهم”.
لقد حدّت العقوبات الأمريكية بشدة من وصول سوريا إلى الأنظمة المالية العالمية، مما جعل جهود التعافي بعد الحرب صعبة. ورغم أن العقوبات كانت تهدف في الأصل إلى الضغط على نظام الأسد، إلا أن المسؤولين السوريين يجادلون الآن بأنها تضر بالمدنيين وتعيق إعادة الإعمار.
القيادة الجديدة في دمشق ترحب بالتصريحات الأمريكية
أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا مساء الاثنين رحبت فيه بتصريحات ترامب، ووصفتها بأنها “خطوة مشجعة نحو إنهاء معاناة الشعب السوري”. وأقرت الوزارة بأن العقوبات ساهمت في سقوط النظام السابق، لكنها زعمت أنها الآن “تستهدف الشعب السوري بشكل مباشر”.
أعرب بيان الوزارة عن أمله في الرفع الكامل للعقوبات، وأشاد بإمكانية تجديد التعاون الدولي لتعزيز الاستقرار الإقليمي. ويُقال إن الرئيس السوري أحمد الشرع يضغط من أجل التواصل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.
انقسام داخلي في واشنطن بشأن التواصل مع سوريا
كشفت إشارات انفتاح ترامب عن انقسامات داخل إدارته. وحذر مستشار الأمن القومي سيباستيان غوركا من اعتبار الحكومة السورية الجديدة ديمقراطية، مشيرًا إلى مخاوف بشأن انحيازها للمتشددين دينيًا.
في غضون ذلك، أفادت التقارير أن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد – التي طالما شككت في سياسات تغيير النظام – اتخذت موقفًا حذرًا تجاه التقارب. ورغم ذلك، دعا أعضاء في الكونغرس، مثل السيناتور جين شاهين، إلى تخفيف العقوبات لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد السوري ومنع المزيد من التدهور الإنساني.
ترامب يوازن بين الدبلوماسية الإقليمية والسياسة الأمريكية
تأتي تصريحات ترامب قبيل جولة دبلوماسية أوسع نطاقًا تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. ويُقال إنه يجري النظر في عقد لقاء مع الشرع على هامش قمة إقليمية في الرياض. من المتوقع أيضًا حضور قادة من لبنان والسلطة الفلسطينية.
على الرغم من أن إدارة ترامب جددت مؤخرًا حالة الطوارئ الوطنية في سوريا، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالحوكمة والتهديدات الأمنية، إلا أن الباب يبدو مفتوحًا الآن أمام تحولات سياسية جوهرية.
في حين يُقيّم ترامب خياراته، يتوقف مستقبل العلاقات الأمريكية السورية على مدى قدرة المبادرات الاقتصادية والضغوط الإقليمية على التغلب على الشكوك الداخلية في واشنطن.