
اختتم بنجاح “المعرض التركي الأول لآلات ومستلزمات النسيج”، الذي نظمته شركة ميريديان بمشاركة نحو ٤٠ شركة تركية رائدة في قطاع النسيج ومستلزمات الإنتاج، فعالياته في مدينة المعارض بدمشق مطلع هذا الأسبوع. وشكّل هذا الحدث، الذي استمر ثلاثة أيام، نقطة التقاء مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين سوريا وتركيا في قطاع حيوي.
جسر للشراكة
ووصف أوز يلتشين، مدير الشركة المنظمة، النجاح الكبير الذي حققه المعرض في استقطاب مئات الزوار المتخصصين من قطاع صناعة الملابس والنسيج السورية. وفي تصريح لوكالة سانا، أكد أن المعرض “يساهم في تعزيز التعاون الصناعي والتجاري”، معتبراً إياه “بوابة لشراكات مستقبلية” بين الشركات السورية والتركية في إطار الاستثمار والعمل المشترك، لا سيما بعد التحديات التي أثرت على البنية التحتية الصناعية في سورية.
بوابة للتسويق
من جانبه، أكد المهندس مهند بلقيس من شركة بلقيس للنسيج على أهمية المعرض كفرصة للتعريف بالمنتجات التركية عالية الجودة، معرباً عن أمله في توسيع آفاق التعاون بين الصناعيين في البلدين. وأشار إلى “المهارة والكفاءة العالية” للقوى العاملة السورية في هذا المجال، مما يعزز فرص التعاون المثمر.
من جانبه، أشار أيهم أوغلو من شركة ألفي بريك إلى المكانة التاريخية لسوريا في صناعة النسيج والملابس في المنطقة، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها. ووصف المعارض المماثلة بأنها “ملتقى للمنتجات الصناعية وبوابة لتسويق المنتجات التركية” وتعزيز فرصها في السوق السورية الواعدة.
شراكة، ثقة متبادلة، ورغبة في الاستثمار
عكست تصريحات المشاركين حماساً للتعاون. صرح خالد أولزمير من شركة تشيرجي أوغلو بأنهم “حرصوا على المشاركة فور تلقيهم الدعوة” لعرض منتجاتهم واستكشاف فرص التعاون المستقبلية في الإنتاج والتسويق. وأعرب عن استعداد شركته للتعاون مع الشركات السورية وفتح فروع محتملة في سوريا.
أكد أحمد عيدان من شركة بلتكس على عمق العلاقة القائمة، مشيرًا إلى أن “الصناع السوريين عملوا جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الأتراك” في السنوات الأخيرة وساهموا في تطوير الصناعة التركية. واعتبر المعرض خطوة نحو “الإنتاج والاستثمار المشترك”، مؤكدًا أن السوق السورية “تحافظ على مكانتها المرموقة” في صناعة النسيج الإقليمية.
يُعد هذا المعرض مؤشرًا واضحًا على عودة القطاع الصناعي السوري إلى الواجهة، وتطلعات الشركات التركية لاستئناف شراكتها التاريخية في قطاع النسيج، مستفيدة من الخبرات المتراكمة واليد العاملة السورية الماهرة، سعيًا لإنعاش هذا القطاع الحيوي وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين بعد فترة طويلة من التحديات.