
دمرت حرائق الغابات أكثر من 15 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في ريف اللاذقية، واستمرت في الاشتعال دون التمكن من إيقافها لأكثر من أسبوع على الرغم من جهود إخمادها المستمرة من قبل فرق الدفاع المدني السوري والحلفاء الإقليميين والدوليين.
واجهت فرق الإطفاء تحديات شديدة للغاية خلال الليل في وادي الشيخ حسن في منطقة قسطل معاف، حيث سمحت التضاريس الوعرة والرياح المتغيرة بانتشار النيران إلى ما وراء خطوط الاحتواء. وصف الدفاع المدني الوادي بأنه يصعب الوصول إليه بالمركبات، ومحاط بالألغام ومخلفات الحرب، وهي مخاطر لا تزال تُعقّد عمليات الاستجابة.
وقال مدير الدفاع المدني، منير مصطفى، في مقابلة تلفزيونية من شمال اللاذقية: “إن وعورة التضاريس وتقلبات الرياح المفاجئة جعلت هذه العملية من أصعب العمليات في التاريخ الحديث”. وأضاف أن فرق الدفاع المدني تفتح خطوط إطفاء لعزل أي حرائق جديدة قرب جبل النسر، وتعمل على اقتحام الوديان لمنع انتشارها.
تزايد الدعم الدولي في ظل الأزمة المستمرة
مع دخول فرق الدفاع المدني المحلية يومها الثامن من العمل المتواصل، أصبح الدعم من الدول المجاورة بالغ الأهمية. استهدفت المروحيات التركية والأردنية، إلى جانب طائرات وزارة الدفاع، نقاطًا ساخنة يصعب على الوحدات البرية الوصول إليها. كما نشر العراق 10 سيارات إطفاء مع صهاريج مياه وأفراد.
شكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، العراق على مساعدته، وأكد انضمام طواقم من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور إلى جهود الاحتواء. وقال الصالح في بيان نُشر يوم الخميس على موقع X: “لقد اختبر هذا الحريق كل إمكانياتنا اللوجستية. ونحن ممتنون للتضامن الإقليمي في مواجهته”.
ورغم الدمار، أكد الصالح أن معظم مناطق الحرائق أصبحت الآن تحت السيطرة، باستثناء منطقتين في جبل التركمان – إحداهما لا يمكن الوصول إليها إلا جوًا، والأخرى محاطة بالألغام الأرضية. وقد أجبرت الحرائق مئات العائلات على النزوح في جميع أنحاء المنطقة.
الأمم المتحدة تتعهد بتقديم تمويل طارئ
أعلنت الأمم المتحدة يوم الخميس عن تخصيص مبلغ 625 ألف دولار أمريكي كمساعدة طارئة لدعم عمليات الإغاثة في اللاذقية. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إن هذه الأموال ستساعد شركاء مثل الهلال الأحمر العربي السوري على تقديم مساعدات عاجلة للنازحين.
وقال عبد المولى في بيان: “لقد كانت لحرائق الغابات عواقب وخيمة على المجتمعات المحلية”. نقف متضامنين مع الشعب السوري في هذه الحالة الطارئة.
كما بدأ فريق تقييم تابع للأمم المتحدة العمل مع السلطات المحلية لتقييم الأضرار والاحتياجات في القرى المتضررة.
استمرار الاستجابة الإقليمية والمحلية
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم بن محمد البديوي، عن تضامنه مع سوريا، مؤكدًا دعم مجلس التعاون الخليجي في معالجة آثار الحرائق. في غضون ذلك، أكد الدفاع المدني السوري على استمرار تنسيقه مع غرف العمليات المشتركة للحد من الخسائر.
وقال عبد الكافي كيال، مدير الدفاع المدني في الساحل: “هذه من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدناها. ولكن بفضل الجهود المتواصلة والدعم الدولي، نعمل على احتواء هذه الكوارث بشكل كامل”.