
وسّعت القوات الإسرائيلية نطاق احتلالها وعملياتها في جنوب سوريا، حيث نفذت مداهمات وعمليات تفتيش واعتقالات متكررة في محافظة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة. وأفاد موقع درعا 24 المحلي أنه في ليلة 10 أغسطس/آب، اقتحم أكثر من 100 جندي يستقلون نحو 20 آلية عسكرية قرية طرنجة، وفتشوا منازل واعتدوا على مدنيين. واعتقلت القوات أحد السكان ونقلته إلى مرتفعات الجولان المحتلة. وهذه رابع عملية اعتقال من القرية خلال شهرين.
ادعى الجيش الإسرائيلي أن الرجل المختطف من طرنجة كان تاجر أسلحة، وأنه تم ضبط أسلحة خلال العملية. ومع ذلك، وصف السكان العملية بأنها أوسع حملة تفتيش في المنطقة منذ سقوط نظام الأسد، قائلين إن القوات اقتحمت المنازل دون سابق إنذار واستخدمت القوة ضد المدنيين قبل الانسحاب.
في اليوم نفسه، دخلت دورية إسرائيلية قوامها حوالي 25 جنديًا قرية الصمدانية، وفتشت عدة منازل، ثم انسحبت دون اعتقالات. وُثّقت عمليات توغل مماثلة في كودنة، والرفيد، ورويحينة، وبريقة، بعضها تضمن تفتيشاً للهويات ونصب حواجز على الطرق بالقرب من “خط وقف إطلاق النار” مع الجولان المحتل.
ضربات جوية تزامنت مع العمليات البرية
رافق تكثيف الوجود البري نشاط جوي متجدد. ففي مساء 8 أغسطس/آب، استهدفت طائرات مسيرة مقرًا للأمن الداخلي في مدينة السلام، وفقًا لرابطة أحرار حوران. وكان الموقع يضم سابقًا قوات أمن محلية. وجاءت الغارة بعد ساعات من طلعات الاستطلاع فوق جنوب سوريا. ولم ترد تفاصيل رسمية عن الأضرار أو الإصابات.
كان هذا الهجوم هو أول غارة إسرائيلية معلنة في سوريا منذ منتصف يوليو/تموز، عندما أصابت الغارات الجوية أهدافًا متعددة، بما في ذلك مبنى هيئة الأركان العامة ومناطق بالقرب من قصر الشعب في دمشق. حيث أعلنت وزارة الصحة السورية إن تلك الغارات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين. وزعم مسؤولون إسرائيليون آنذاك أن العمليات جاءت ردًا على “أعمال ضد المواطنين الدروز في سوريا” وبموافقة “القيادة السياسية في إسرائيل”.
نمط التصعيد منذ ديسمبر/كانون الأول
تُعدّ الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا جزءًا من تصعيد أوسع نطاقًا بدأ بعد سقوط الأسد، والذي شهد شن إسرائيل لمئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية. كما استهدفت القوات المدنيين في المناطق الحدودية.
تشير الروايات المحلية إلى أن الغارات في القنيطرة غالبًا ما تؤدي إلى أضرار بالممتلكات ومصادرة المركبات والمعدات ونقل المعتقلين إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة رجال في مدينة القنيطرة واستولت على جرار كانوا يستخدمونه في العمل الزراعي.
مع تكثيف العمليات البرية والجوية الإسرائيلية، يسود جو من الخوف والريبة بين سكان القرى المتضررة. وفي ظل محدودية ردود الفعل الدولية حتى الآن، لا تزال التداعيات طويلة المدى على المجتمعات في جنوب سوريا من الصعب التنبؤ بها.