
التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ورئيس المخابرات حسين سلامة في 19 آب/أغسطس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس لمناقشة الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب سوريا. وركزت المناقشات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، على خفض التوترات، ومراقبة وقف إطلاق النار الهش في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وأكدت الوفود التزامها بوحدة الأراضي السورية ورفضت ما وصفته بمحاولات تقسيم البلاد. كما تناولت المحادثات الاحتياجات الإنسانية، حيث اتفق الطرفان على توسيع المساعدات لسكان السويداء والمجتمعات البدوية التي تواجه تدهورًا في الظروف المعيشية. وأفاد مصدر حكومي لـ “الإخبارية” أن الاجتماع اختتم بالتأكيد على “العمل نحو خفض التصعيد في الجنوب، لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة”.
دور الولايات المتحدة والوساطة الإقليمية
لعبت واشنطن دورًا رئيسيًا في الوساطة بين الطرفين. ففي 12 آب، التقى الشيباني في عمّان مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وأسفر الاجتماع عن اتفاق لتشكيل مجموعة عمل سورية-أردنية-أمريكية لدعم جهود وقف إطلاق النار في السويداء والعمل على حل أوسع للصراع.
في باريس، أجرى المبعوث الأمريكي باراك أيضًا مناقشات منفصلة مع موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل. وكتب طريف على صفحته الرسمية على فيسبوك أنه ضغط من أجل وقف إطلاق نار مستدام، وإطلاق سراح المدنيين المخطوفين، وتوفير ممر بري آمن لإيصال المساعدات من إسرائيل إلى السويداء. وأوضح أن باراك وافق على ضرورة الترتيب الفوري لتغطية هذه القضايا.
نفي تقارير الاتفاق
في حين تسارعت الأنشطة الدبلوماسية، نفى مصدر بوزارة الخارجية السورية التقارير المتداولة في وسائل الإعلام الإقليمية حول استعداد دمشق وتل أبيب لتوقيع اتفاق أمني مدعوم من الولايات المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر. وأوضح المصدر لـ “Levant24” أن هذه المزاعم “غير صحيحة”، مع تأكيده أن المناقشات ركزت على خطوات عملية لتهدئة الأوضاع في جنوب سوريا.
وأفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية أن جولات سابقة من المحادثات بين المسؤولين السوريين والإسرائيليين عقدت أيضًا في باريس أواخر تموز/يوليو، مع تقارير عن اجتماعات سرية إضافية في باكو. ومع مواجهة كلا الحكومتين ضغوطًا للسيطرة على الأزمة، وصف المسؤولون الجولة الأخيرة بأنها جزء من جهد حذر لتفادي صراع أوسع مع معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة.