
شهد ريف القنيطرة يوم الأحد 24 آب اقتحامًا جديدًا هو الثالث من نوعه خلال الشهر الجاري، حيث دخلت القوات الإسرائيلية إلى قرية عين العبد وفتشت أحد المنازل، بعد ساعات من مداهمات مماثلة في بلدتي بريقة وبئر عجم، حيث أقامت حاجزاً واعتقلت مدنيًا.
وفي نهاية الأسبوع نفسه، توغلت ثماني آليات عسكرية إسرائيلية في قرية عابدين بمنطقة حوض اليرموك غرب درعا، واعتقلت ثلاثة شبان قبل أن تفرج عنهم لاحقًا. كما أقامت دوريات أخرى حواجز في قريتي بريقة وعجرف بريف القنيطرة، ما قيّد حركة المدنيين ورافقته عمليات تفتيش للمنازل.
مداهمات مرتبطة بمصادرة أسلحة واعتقالات
الجيش الإسرائيلي أكد في بيان الأحد أنّ “لواء جولان 474” التابع للفرقة 210 نفذ سلسلة عمليات خلال الأسبوع الماضي في جنوبي سوريا، موضحًا أن قواته “عثرت على مخازن أسلحة” تضم قذائف RPG وعبوات ناسفة وبنادق كلاشينكوف وكميات كبيرة من الذخيرة. وأضاف البيان أن مشتبهًا بهم اعتُقلوا وخضعوا للتحقيق بالتعاون مع وحدة الاستخبارات 504، التي استندت إلى معلومات جُمعت خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن متحدث عسكري أن مقاتلي اللواء 474 أجروا عدة مداهمات في الجولان خلال الأيام الماضية، أسفرت عن ضبط مستودعات أسلحة واعتقال عدد من الأشخاص.
انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك
تُعد هذه العمليات خرقًا لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974، التي نصّت على إقامة منطقة عازلة بين سوريا وإسرائيل بعد حرب تشرين. وأشار مراسلون محليون إلى أن الدوريات الإسرائيلية كثيرًا ما تحتجز مدنيين، خصوصًا من المزارعين والرعاة القاطنين قرب خطوط الفصل.
وقد تصاعدت التحركات الإسرائيلية في ريف القنيطرة منذ تموز الماضي، حين أدت مداهمة في قرية الصمدانية الشرقية إلى اعتقال شابين، ما يندرج ضمن سلسلة اعتقالات وتفتيش منازل شهدتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
تمدد أوسع في الجنوب السوري
إلى جانب هذه الاقتحامات، وسّعت إسرائيل من وجودها العسكري في جنوب سوريا خلال الأعوام الماضية. وتشير تقارير سورية إلى أن القوات الإسرائيلية تحتل منذ سبعة أشهر جبل الشيخ وشريطًا بعرض 15 كيلومترًا في أجزاء من القنيطرة ودرعا، لتصبح عمليًا مسيطرة على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوجود مفاوضات بين تل أبيب ودمشق حول اتفاق أمني محتمل، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن نحو 80% من القضايا تم التوافق عليها، بينما ما تزال الخلافات قائمة حول إبقاء قوات إسرائيلية في مواقع استراتيجية مثل جبل الشيخ ومرتفعات القنيطرة.
تصعيد قرب الجولان المحتل
ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي، كثّفت إسرائيل ضرباتها داخل الأراضي السورية، عبر مئات الغارات الجوية والعمليات البرية التي استهدفت بنى تحتية عسكرية، إلى جانب توغلات متكررة في القنيطرة ودرعا وريف دمشق.
وتعكس الاقتحامات الأخيرة في عين العبد وبريقة وبئر العجم نمطًا متصاعدًا من العمليات العسكرية على الحدود، ما يثير مخاوف من أن يؤدي خرق اتفاقية فض الاشتباك إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة تشهد توترًا دائمًا.