
في موقف سياسي تصعيدي، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا رفضها للانتخابات البرلمانية المقبلة في سوريا، ووصفتها بأنها غير ديمقراطية وإقصائية. وجاء في بيانها الصادر في 24 آب أن ملايين النازحين السوريين لا يزالون محرومين من حق التصويت، ما يجعل العملية فاقدة للشرعية. ودعت الإدارة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالانتخابات، مؤكدة أن الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 هو السبيل الوحيد لضمان الشمولية.
في المقابل، رد أحمد قنوت، رئيس اللجنة القانونية في مجلس الشعب، قائلاً إن الإدارة الذاتية لا تملك صلاحية البت في شرعية الانتخابات، مشددًا على أن الاستحقاق سيجري في موعده المحدد.
اضطرابات أمنية في الرقة ودير الزور
بينما تتعثر المفاوضات السياسية، يستمر التوتر الأمني في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. فقد شهد حي البيطرة في الرقة اغتيال قياديين بارزين في صفوف قسد الأسبوع الماضي، هما صقر كورحسات من تل أبيض ونوح خليل من الحسكة، ما دفع القوات لشن مداهمات واسعة واعتقالات.
وذكرت وكالة “سانا” أن الحادثة جاءت بعد سلسلة هجمات استهدفت عناصر قسد خلال الأشهر الماضية. وفي منتصف آب، نفذت قسد مداهمات في بلدتي غرانيج والكشكية بدير الزور، ما أثار الذعر بين السكان. كما أفادت وسائل إعلام محلية بوفاة شاب تحت التعذيب في الحسكة، إلى جانب اعتقالات جديدة في القامشلي إثر هجوم مسلح على حاجز تابع لقسد.
وفي السياق نفسه، نقلت “سوريا الآن” أن قسد فرضت حظراً للتجوال ليلاً في الرقة خشية حدوث اضطرابات، بالتزامن مع استعدادها لنقل نحو أربعة آلاف سجين من سجن الأقطان إلى مكان مجهول.
دعوات إقليمية لنزع السلاح
في الأمم المتحدة، دعا المندوب التركي أحمد يلديز إلى التنفيذ الكامل لاتفاق 10 آذار، بما يشمل نزع سلاح قسد. وأكد خلال جلسة مجلس الأمن أن وجود حكومة مركزية وجيش موحد شرط أساسي لاستقرار سوريا، متهمًا قسد بإطالة أمد الفوضى لتحقيق مصالحها الخاصة واستقطاب مجندين جدد.
وجدد يلديز مطالبة أنقرة بتفكيك قسد ودمج جميع الفصائل المسلحة ضمن مؤسسات الدولة، معتبرًا أن الإطار الوطني الموحد وحده قادر على استعادة سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
مستقبل غامض
تعكس التأجيلات المتكررة لمنتديات تقودها الإدارة الذاتية – وآخرها تأجيل “المنتدى التشاوري حول المبادئ الدستورية” في الرقة – هشاشة المسار السياسي الذي تقوده قسد. ففي حين تتمسك الإدارة بخيار اللامركزية والحكم الذاتي، تصر دمشق على بسط كامل سلطتها.
ومع تصاعد التوتر الأمني وتعثر اتفاق آذار، يبقى مصير المفاوضات غير واضح، إذ لم يتفق الطرفان حتى الآن على موعد أو مكان لاستئنافها.