
قال مراسلون محليون إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نفذت هذا الأسبوع سلسلة من المداهمات والاعتقالات في محافظة دير الزور وأجزاء من الحسكة، حيث تم اعتقال عشرات المدنيين بتهم دعم حملة “دير العز” وهي مبادرة محلية لجمع التبرعات لإعادة إعمار المحافظة على غرار الصندوق التنمية الوطني السوري.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن العمليات شملت بلدات الجنينة، جديد عكيدات، الشحيل، وغرانيج، وتضمنت عمليات دهم للمنازل ومصادرة ممتلكات، حيث نُقل بعض المعتقلين إلى مواقع غير معلنة. ولم تصدر قسد أي بيانات رسمية بشأن هذه العمليات.
في مدينة الحسكة، اعتقلت قسد ثلاثة من أصحاب مكاتب الصرافة – غيث الضامن، عبدالله السالم ومنير القاضي – بتهم تحويل أموال لصالح حملة “دير العز”، بحسب “نهار ميديا”. كما أفاد صحفيون باعتقال سعيد العلي بعد مداهمة مكان عمله في حي تل حجر.
منظمات حقوقية توثق حالات احتجاز تعسفي
أشارت منظمات حقوق الإنسان إلى ارتفاع مستمر في حالات الاعتقال التعسفي ضمن مناطق سيطرة قسد. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) في تقريرها لشهر آب/أغسطس إنها وثقت 36 حالة اعتقال تعسفي، بينها خمسة أطفال، مضيفة أن الرقة، دير الزور، والحسكة سجلت أعلى عدد من الاعتقالات.
وأضافت الشبكة أن مراكز احتجاز قسد تضم عدداً أكبر من المعتقلين مقارنة بمن يتم الإفراج عنهم، مشيرة إلى أن الاعتقالات غالباً ما تكون بسبب انتقاد سياسات قسد أو بسبب حملات تجنيد قسري.
ويقول مراقبون إن العديد من الاعتقالات وقعت بعد رفع العلم السوري أو نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد دمشق، رغم إعلان الإدارة الذاتية تبنيها “علم الثورة” في المؤسسات الرسمية. ويؤكد نشطاء أن هذا التغيير الرمزي لم يوقف الملاحقات بسبب رفع العلم أو الاحتفاظ بصور الرئيس السوري أحمد الشرع.
اشتباكات عشائرية تُفاقم التوتر المحلي
تصاعد التوتر بين العشائر العربية وقوات قسد بعد سلسلة من الاعتقالات وحالات القتل، ما عمّق فجوة الثقة. واتهم سكان غرانيج دوريات قسد بقتل شاب واحتجاز جثته، ما دفع عشيرة الشعيطات إلى الدعوة لـ”النفير العام” ضد قسد.
وأصدرت شخصيات عشائرية في دير الزور وأجزاء من الرقة بيانات تحث المقاتلين على مواجهة قسد والانشقاق عنها، مما أثار مخاوف من تصعيد إضافي. وأعلنت قسد وقوى الأمن التابعة لها (الأسايش) عن تعرض حواجز لهجمات من قبل “مسلحين مجهولين”، ما يعكس حالة انعدام الأمن وتكرار أعمال الانتقام التي تؤثر على الحياة اليومية في المنطقة.
المدنيون يدفعون الثمن
تواجه المبادرات المدنية ومشاريع إعادة الإعمار خطر الانهيار بسبب العمليات الأمنية والصراعات العشائرية، التي تقوض ثقة السكان. وتتعرض حملات جمع التبرعات مثل حملة “دير العز” التي قالت جهات منظمة إنها جمعت تبرعات كبيرة، لعقبات بسبب خوف الأهالي من الاعتقال بسبب تعبيرهم عن التضامن الوطني.
وطالبت منظمات حقوقية ونشطاء، قوات قسد، بنشر سجلات اعتقال واضحة والسماح للجهات الرقابية المستقلة بزيارة مراكز الاحتجاز، بهدف الحد من الانتهاكات واستعادة الثقة الشعبية.