أطلقت محافظة ريف دمشق حملة مجتمعية بعنوان “ريفنا بيستاهل”، بهدف إعادة الحياة إلى بلدات ومدن ريف دمشق التي دفعت ثمناً باهظاً خلال سنوات الثورة السورية، وتحمّلت القتل والدمار والحصار وغيرها من التحديات.
هدف بقيمة 50 مليون دولار
قال المتحدث باسم حملة “ريفنا بيستاهل” براء عبد الرحمن لقناة الإخبارية: “لا يوجد سقف محدد لميزانية الحملة، وكانت التوقعات أن تتجاوز 50 مليون دولار بفضل حجم المشاركة، لكن التبرعات فاقت التوقعات وبلغت حتى الآن 74 مليون دولار”.
وأكد عبد الرحمن وجود إشراف مباشر من المحافظة والرئاسة لضمان وصول الموارد إلى أكثر المناطق تضرراً. وقد شُكّلت لجنة لتحديد الأولويات بناءً على حجم الدمار، مع التركيز على مناطق مثل مدينة حرستا التي تعرضت لدمار تجاوز 70%. كما أُنجزت دراسات لمناطق أخرى مثل داريا وريف دمشق الغربي. وأضاف: “الهدف ليس فقط إعادة الإعمار، بل تطوير البنية التحتية لدعم الاقتصاد المحلي، بما في ذلك الكهرباء والمياه والصناعة”، إضافة إلى توفير مساكن للنازحين.
أهداف الحملة
تهدف الحملة إلى حشد الموارد العامة والحكومية لتأمين الاحتياجات الأساسية في ريف دمشق، وتحسين ظروف المعيشة من خلال مشاريع إعادة الإعمار، وتعزيز روح التبرع والعطاء التكافل الاجتماعي، لجعل بلدات الريف نموذجاً للتعاون بين مختلف شرائح المجتمع.
الخدمات الصحية والصرف الصحي
يضم ريف دمشق حالياً 14 مستشفى عاملاً، ومستشفى واحد مدمراً، وسبعة متضررة جزئياً، مع الحاجة إلى مستشفى جديد على الأقل. ومن أصل 170 مركزاً صحياً، يوجد مركز واحد متضرر جزئياً و17 بحاجة إلى ترميم، وتقدّر احتياجات القطاع الصحي بنحو 78.3 مليون دولار. كما تتطلب خدمات الغذاء والصرف الصحي دعماً عاجلاً: إذ يعمل 42 مخبزاً، بينما هناك حاجة إلى مخبزين إضافيين بتكلفة 300 ألف دولار. وفي مجال إدارة النفايات، تعمل 435 آلية، لكن هناك حاجة إلى 532 آلية جديدة، بتكلفة تقدَّر بـ16 مليون دولار.
المنشآت الدينية والتعليمية
يواجه قطاع التعليم تحديات كبيرة؛ إذ توجد 1,274 مدرسة عاملة، لكن 170 تحتاج إلى إعادة بناء و608 تفتقر إلى التجهيزات، بينما يحتاج الريف إلى بناء 700 مدرسة جديدة لتلبية الطلب، بتكلفة تقدَّر بـ412.3 مليون دولار. كما تحتاج المنشآت الدينية إلى استثمارات؛ فمن أصل 1,348 مسجدًا، دُمّر 14 وتضرر 55 ويحتاج 210 إلى ترميم، إضافة إلى 82 مدرسة دينية بحاجة إلى إعادة تأهيل، وتُقدَّر كلفة هذه المشاريع بـ22.5 مليون دولار.
الإسكان والخدمات الحيوية
تمتد احتياجات إعادة الإعمار إلى قطاع الإسكان والمرافق، إذ دُمّر 75 ألف منزل وتضرر 125 ألف جزئياً، مع تقدير تكاليف إعادة البناء بنحو 1.275 مليار دولار. كما تعاني المرافق من ضغوط؛ إذ يوجد 1,300 بئر، منها 110 بحاجة إلى ترميم و30 بئراً جديدة مطلوبة، بتكلفة 8 ملايين دولار. وتشمل إصلاحات الصرف الصحي أربع خطوط رئيسية و40 خطاً فرعياً وعشر محطات معالجة، بتكلفة 80 مليون دولار. أما البنية الكهربائية فتتطلب صيانة 11 محولاً وإنشاء 14 آخر، بكلفة تقدَّر بين 100 و255 مليون دولار.
ويؤكد منظمو الحملة أنه رغم ضخامة التحديات، فإن الاستجابة القوية حتى الآن تُظهر استعداداً محلياً ودولياً للاستثمار في إعادة البناء، مشددين على أن نجاح الحملة يعتمد على استمرار التمويل والإدارة الشفافة لتحويل التعهدات إلى تحسينات مستدامة لسكان المنطقة.