
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك في 22 سبتمبر، في أول زيارة لرئيس دولة سوري إلى الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 60 عامًا. وأعاد حضوره في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الأذهان زيارة الرئيس نور الدين الاتاسي عام 1967، الذي جاء لإلقاء خطاب بعد حرب يونيو/حزيران.
وأكدت الرئاسة السورية وصول الشرع إلى الدورة الـ80 للجمعية العامة، واصفة بأنها خطوة نحو إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي بعد سنوات من الصراع والعزلة.
اجتماعات دبلوماسية مع قادة العالم
خلال زيارته، التقى الشرع بعدد من القادة العرب والأوروبيين. يوم 23 سبتمبر، أجرى محادثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي اليمني. كما ناقش شؤون التعاون مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس فنلندا ألكساندر ستوب.
شارك في هذه الاجتماعات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وأعضاء آخرون من الوفد الرسمي. ووفقًا للرئاسة السورية، ركزت المناقشات على الاستقرار الإقليمي، التعاون السياسي، ودور سوريا الإقليمي في الشرق الأوسط.
حوارات مع خبراء السياسات
شارك الشرع أيضًا في حوارات مع باحثين أمريكيين ودوليين. في معهد الشرق الأوسط بنيويورك، أجرى جلسة مفتوحة مع تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في المعهد، بحضور دبلوماسيين أمريكيين من بينهم المبعوث الخاص لسوريا توم باراك، وأعضاء من الجالية السورية الأمريكية.
ويوم الاثنين، شارك الشرع في حوار مع الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، خلال قمة كونكورديا. وقد أتاحت هذه المنتديات للرئيس السوري مناقشة التحديات داخل سوريا، وفرص المصالحة، وإمكانية إعادة تعريف العلاقات مع واشنطن.
رسالة الاستقرار والمصالحة
في تصريحاته العامة، شدد الشرع على التزام سوريا بالسلام الإقليمي والمصالحة. وأكد أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل ديسمبر 2024، قائلًا: “قلنا أننا لن نكون مصدر خطر لأي أحد”. كما أشار إلى التقدم داخل سوريا، مشيرًا إلى عودة مليون لاجئ منذ تحرير دمشق، وتراجع كبير في تهريب المخدرات.
وتطرق إلى الاضطرابات الأخيرة في السويداء، معترفًا بالأخطاء “من جميع الأطراف” ومؤكدًا جهود المصالحة. وشدد على وجوب بقاء سوريا على مسافة واحدة من جميع القوى المتنافسة، ودعا إلى دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري بمساعدة أمريكية.
المشاركة في مؤتمر حل الدولتين
كما حضر الرئيس مؤتمرًا رفيع المستوى حول حل الدولتين، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا، جمع قادة دوليين لمناقشة إقامة دولة فلسطينية، رغم غياب المسؤولين الأمريكيين.
يشير حضور الشرع إلى الأمم المتحدة إلى تحول مهم في الموقف الدولي لسوريا. وما إذا كانت الزيارة ستؤدي إلى فتح أبواب دبلوماسية دائمة لا يزال غير مؤكد، لكن عودته إلى الساحة الدولية بعد عقود تمثل لحظة بارزة في دبلوماسية الشرق الأوسط.