
تدفقت التبرعات مساء الجمعة 26 أيلول، مع انطلاق الحملة بمشاركة مسؤولين ورجال أعمال ومنظمات دولية، لتجمع أكثر من 208 ملايين دولار لإعادة بناء المجتمعات المتضررة من الحرب.
حضور رقمي واسع وتحديات زراعية
لفتت الحملة الأنظار ليس فقط بحجم التبرعات القياسي، بل أيضًا بالتحديات التي تسعى لمعالجتها وبالانتشار الرقمي الكبير الذي حققته.
وزير الإعلام حمزة المصطفى قال إن البث المباشر لحفل الإطلاق على يوتيوب جذب نحو 50 ألف مشاهد في الثانية، وهو رقم اعتبره “يقترب من أرقام القنوات العربية الكبرى”، مؤكدًا أن هذا التفاعل يعكس تنامي الاهتمام الشعبي محليًا وخارجيًا.
في الوقت نفسه، يبقى القطاع الزراعي في إدلب محورًا أساسيًا لجهود التعافي. فبعد أن كان يوظف أكثر من 30% من سكان المحافظة، تعرّضت الزراعة لدمار واسع خلال سنوات الحرب. وأوضح مدير الزراعة في المحافظة مصطفى محمد أن 1.5 مليون شجرة زيتون و350 ألف شجرة فستق وقرابة 100 ألف شجرة تين قد دُمِّرت، مضيفًا: “حجم الدمار كبير في الأراضي الزراعية والبنية التحتية”. وتسعى الحملة لتوجيه التبرعات نحو إعادة تأهيل الأراضي والبنية الزراعية والخدمات.
انطلاقة من ملعب إدلب البلدي
انطلقت الحملة من ملعب إدلب البلدي، بحضور آلاف المشاركين. وألقى الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد عودته من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كلمة دعا فيها السوريين إلى “الوفاء لدور إدلب” خلال الحرب عبر مساعدة العائلات النازحة على العودة إلى منازلها.
ووصف المحافظ محمد عبد الرحمن إدلب بأنها “سوريا المصغرة” التي احتضنت النازحين من كافة المحافظات السورية. وأكد المتحدث باسم الحملة أحمد الزير أن أكثر من 250 ألف منزل و800 مدرسة و437 مسجدًا تضررت، فيما تؤوي المخيمات أكثر من مليون نازح.
تبرعات كبرى
أكبر تعهد فردي جاء من رجل الأعمال السوري غسان عبود وعائلته بمبلغ 55 مليون دولار، فيما ساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بـ14 مليون دولار. كما تبرعت الجمعية الطبية السورية الأمريكية بـ11 مليونًا، ورجل الأعمال أيمن أصفري بـ10 ملايين، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية بـ6 ملايين. وخصصت منظمات مثل الخوذ البيضاء و”شفق” و”عطاء” خمسة ملايين دولار لكل منها.
وشاركت وزارات وهيئات سورية في الحملة بتبرعات متفاوتة، بما في ذلك تبرع وزير الصحة مصعب العلي بمبلغ 500 دولار، وتعهد وزير الطوارئ رائد الصالح بالتبرع براتبه حتى نهاية العام.
الهدف من الحملة أبعد من الإغاثة الطارئة
شدد المنظمون على أن المبادرة لا تقتصر على الإغاثة الطارئة، بل تستهدف التعافي طويل الأمد. وأوضح الزير أن إدلب تحتاج إلى أكثر من 3 مليارات دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل إصلاح المدارس والمستشفيات وشبكات المياه وإزالة الأنقاض وإحياء سبل العيش الزراعية.
وتأتي حملة “الوفاء لإدلب” عقب موجة من الحملات الوطنية لجمع التبرعات، مثل “أربعاء حمص” و”أبشري حوران”، التي جمعت عشرات الملايين من الدولارات لمناطق سورية أخرى متضررة. وقال المحافظ عبد الرحمن: “تعكس هذه الحملة عمق التضامن في سوريا. لقد حان الوقت لنكون أوفياء لإدلب، كما كانت وفية لنا”.
