
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الأربعاء 1 تشرين الأول، وفداً من رجال الأعمال الفرنسيين في قصر الشعب بدمشق، بحسب ما أعلنته الرئاسة السورية. وتركّزت المناقشات على فرص التعاون المحتمل في مجالات الطاقة والطيران والسياحة والتحوّل الرقمي وإدارة الموارد.
وأكد الشرع أن سوريا تسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار والتنمية، مشدداً على جهود الحكومة في تحديث قوانين الاستثمار لخلق بيئة أكثر جذباً لرجال الأعمال. ورحّب بالشركات الفرنسية، مشيراً إلى خبرتها العالمية وريادتها. وقال: “الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية هما الركيزتان الأساسيتان لمستقبل سوريا”، لافتاً إلى أن دمشق تعمل على تعديل الأنظمة لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي.
وفد فرنسي يبعث برسائل ثقة
وبحسب وكالة “سانا”، ضم الوفد الفرنسي ممثلين عن شركات كبرى في مجالات الطيران والبنية التحتية والسياحة والخدمات الرقمية. ووصف فيليب غوتييه، المدير التنفيذي لـ MEDEF International، الزيارة بأنها “الأولى بهذا الحجم والمستوى منذ عام 2008″، مؤكداً أنها تعكس “ثقة كبيرة في سوريا الجديدة”.
وعرض التنفيذيون الفرنسيون مساهماتهم المحتملة في قطاعات محددة. حيث أشار هادي عاقوم، نائب رئيس شركة “إيرباص” للمبيعات في منطقة أفريقيا وبلاد الشام، إلى الفرص المتاحة في قطاع الطيران المدني السوري. فيما أكد مشير الحسيني، المدير العام لشركة “ثاليز”، اهتمام الشركة بمجالات الطيران، ومعدات الملاحة، والهوية الرقمية. كما أبرزت ستيفاني غوديتشون من “بيرو فيريتاس” خبرة الشركة في حلول التحوّل الرقمي والأطر التنظيمية.
كما برز قطاع السياحة كموضوع رئيسي. حيث شدد ستيف دانيس من “أكور للخدمات الفندقية” على قدرة القطاع على توليد الإيرادات وخلق فرص عمل، معلناً استعداد الشركة للاستثمار في تدريب الكوادر المحلية. فيما قال فنسنت مينويه من شركة “سويز” إن شركته يمكن أن تساهم في تطوير شبكات معالجة المياه وإدارة النفايات في سوريا، مستشهداً بخبرتها في المشاريع الإقليمية واسعة النطاق.
إطلاق منتدى لدعم الاستثمار
تزامن الاجتماع مع افتتاح “المنتدى السوري-الفرنسي للاستثمار” في فندق إيبلا الشام بريف دمشق، بتنظيم من هيئة الاستثمار السورية، وبمشاركة وزارات سورية ودبلوماسيين ورجال أعمال فرنسيين.
وذكرت “سانا” أن المنتدى شكّل مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية عقب تبني فرنسا قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا. ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الشرع إلى باريس في أيار الماضي حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعادت باريس تأكيد دعمها لجهود إعادة إعمار سوريا.
مصالح مشتركة نحو المستقبل
ووصف الطرفان محادثات الأربعاء بأنها أساس للتعاون طويل الأمد. وشدد الرئيس الشرع على رفض سوريا الاعتماد على المساعدات، داعياً بدلاً من ذلك إلى شراكات تعزز الاكتفاء الذاتي. من جانبهم، أشار المدراء التنفيذيون الفرنسيون إلى الروابط الثقافية والتاريخية بين البلدين كقاعدة للتعاون التجاري.
ومع سعي سوريا لإعادة البناء، عبّر المسؤولون عن أملهم بأن تسهم الشراكات مع الشركات الفرنسية في تسريع الاستثمارات عبر عدة قطاعات وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
