
في مسعى لتجاوز سنوات العزلة الأكاديمية، افتتحت مبادرة “مفاتيح العلوم” التطوعية أول مكتب لها في سوريا، داخل كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق.
وتضم المبادرة أكثر من 250 متطوعاً سورياً حول العالم، وتهدف إلى أن تكون جسراً يربط بين الخبراء السوريين في الخارج ونظرائهم في الداخل، من أجل المساهمة في تطوير التعليم العالي في سوريا يواكب المعايير الدولية.
ترسيخ الأساس وتطوير التعليم العالي
تتجاوز أهداف المبادرة مجرد افتتاح مكتب، إذ تسعى إلى تعزيز الشراكات الأكاديمية، وتسهيل التعاون بين الجامعات، وتطوير المناهج بما يعكس أحدث التطورات العلمية والتقنية. كما تعمل على دعم برامج تبادل الطلاب، وتشجيع المشاريع البحثية المشتركة، وبناء قنوات تواصل دائمة بين الأكاديميين السوريين والجامعات العالمية.
وصف الدكتور مهلب الداود، عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، المكتب الجديد بأنه “جسر وثمرة تعاون”، معتبراً إياه “خطوة نحو كسر الجليد مع الجامعات الأوروبية”. وأكد أن هذا المكتب سيكون أساساً للتعاون المستقبلي في تبادل الطلاب والمشاريع المشتركة لطلبة الدراسات العليا. كما أثنى على الطلبة السوريين في الخارج واصفاً إياهم بـ”السفراء” الذين يقدمون صورة إيجابية.
من الرؤية إلى التنفيذ
أوضح وسام الشيخ، عضو مجلس إدارة المبادرة، الخطوات العملية التي يجري اتخاذها للانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، مبيناً أن المكتب سيوفر أجهزة حاسوب وأجهزة عرض لتمكين الطلبة من حضور محاضرات مباشرة يقدمها أكاديميون من جامعات أوروبية.
كما يجري العمل على إنشاء مركز معلومات لتخزين المحتوى العلمي، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع جامعة إدلب وكلية الهمك.
من جهته، أشار الدكتور سامر حسام الدين من الكلية إلى الدور الاستراتيجي للمبادرة في تقليص الفجوة العلمية والتقنية بين سوريا والعالم، موضحاً أن “مفاتيح العلوم” تسهم في تطوير المناهج، وبرامج التدريب للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، ومشاريع التوأمة الجامعية التي تعزز التبادل الأكاديمي المستدام والتحديث المؤسسي.
تمثل مبادرة “مفاتيح العلوم” مثالاً ملهمًا على التطوع الهادف الذي يوظف طاقات وخبرات الشباب السوري في الخارج لخدمة التعليم العالي في الداخل. فهي ليست مجرد مكتب، بل رسالة أمل وبداية لاتصال متجدد بين سوريا والمجتمع الأكاديمي والبحثي العالمي.
