
شهدت العلاقات بين تركيا وسوريا تكثيفًا لمساعي تعزيز التعاون عبر سلسلة لقاءات رفيعة المستوى ركزت على الدفاع والأمن والاستقرار الإقليمي.
حيث استقبل وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة في دمشق، رئيس الصناعات الدفاعية التركية، خلوق غورغون. وبحث الجانبان سبل التعاون في الإنتاج الدفاعي، وفق بيان صادر عن وزارت الدفاع السورية.
أفادت الوزارة أن المحادثات، التي ترأسها المسؤول التركي خلوق غورغون، استعرضت “العديد من القضايا المشتركة وسبل دعم الصناعات الدفاعية بين البلدين”. ويأتي هذا الاجتماع امتدادًا لسلسلة من اللقاءات بين وزارتي الدفاع خلال الشهور الماضية، شملت مناقشات حول التعاون في الدفاع البري والبحري والجوي.
توسيع التعاون العسكري
تأتي المحادثات الأخيرة في سياق تنفيذ اتفاقية تعاون عسكري وُقِّعت في 13 آب/أغسطس بأنقرة. ووفقًا لوكالة سانا، تشمل الاتفاقية تدريبًا مشتركًا واستشارات ومساعدات تقنية في مجالات مثل مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، وعمليات حفظ السلام.
وقع وزير الدفاع التركي ياشار غولر ونظيره السوري أبو قصرة مذكرة تفاهم تهدف إلى “تعزيز قدرات الجيش السوري” ودعم تحديث قطاع الدفاع. وأكدت وزارة الدفاع التركية أن الصفقة تمت بناءً على طلب سوريا، وجددت التزام أنقرة بمساعدة سوريا في “مكافحة التنظيمات الإرهابية”.
زيارات وتأكيدات على قضايا مشتركة
يأتي ذلك بعد زيارة سابقة للشيباني إلى أنقرة الأسبوع الماضي، حيث شدّد هو ونظيره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على القلق المشترك من نشاطات قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وقال فيدان في مؤتمر صحفي مشترك إن قسد “تتبع أجندة انفصالية تحت ستار محاربة داعش”، داعيًا إلى الالتزام باتفاق 10 مارس بين أنقرة ودمشق. بدوره كرر الشيباني أن الحوار مع قسد مستمر لكنه انتقد “بطء” تقدمها نحو الاندماج مع الجيش السوري.
انعكاسات إقليمية وتفاؤل حذر
وصف رئيس الاستخبارات التركية كالِن هذا الانخراط المتجدد بأنه جزء من جهود أنقرة “لحفظ وحدة الأراضي والوحدة السياسية لسوريا”. وخلال كلمته في مؤتمر الدراسات الاستخباراتية الدولي بأنقرة قال إن إعادة إعمار سوريا بعد “سقوط نظام البعث” يتطلّب مسؤولية مشتركة وتعاونًا من الدول المجاورة.
وجاءت مداخلة الرئيس رجب طيب أردوغان متفقة مع هذه الرؤية، محذّرًا من أن صبر تركيا “لا ينبغي أن يُفسر على أنه ضعف”، داعيًا إلى الاندماج الكامل لقسد في الدولة السورية. وقال: “من يوجه بوصلته نحو أنقرة ودمشق سيفوز في النهاية”، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
مع تعميق التنسيق العسكري والسياسي بين البلدين، يرى مراقبون إقليميون أنّ هذا ربما يمثل بداية علاقة تركية-سورية متجددة ودائمة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
