
سيزور الرئيس السوري أحمد الشرع موسكو اليوم الأربعاء، 15 أكتوبر، في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية، حيث من المقرر أن يشارك في القمة العربية الروسية ويجري محادثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد مسؤولون سوريون لوكالة “رويترز” أن الزيارة تمثل منعطفًا حاسمًا في إعادة تعريف العلاقة بين سوريا وروسيا بعد مرحلة ما بعد الأسد.
وسيرافق الرئيس الشرع وفد يضم وزراء الخارجية والدفاع ورئيس جهاز المخابرات، وفقًا لمصادر رسمية. وتشمل أجندة الزيارة مناقشة استمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا وإمكانية إعادة صياغة الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
ومن المتوقع أيضًا أن يطلب الرئيس الشرع رسميًا تسليم الديكتاتور السابق بشار الأسد، الذي يعيش في المنفى منذ الإطاحة به، لمحاكمته في دمشق. وقال مسؤول سوري لرويترز الثلاثاء:
“الرئيس الشرع سيسعى لتحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتُكبت بحق السوريين خلال النظام السابق”.
موسكو تؤكد على “الأهمية الخاصة” للقمة
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة “روسيا اليوم” إن حضور الرئيس الشرع للقمة يحمل “أهمية خاصة”، واصفًا الحدث بأنه فرصة لتعزيز التعاون مع احترام سيادة سوريا، مؤكدًا أن العلاقة بين موسكو ودمشق تبقى ودّية وغير انتهازية.
وأشار لافروف إلى أن المنشآت العسكرية الروسية في قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية ستظل قائمة “فقط للمدة اللازمة”، موضحًا أنها يمكن أن تُستخدم أيضًا لأغراض إنسانية مثل إيصال المساعدات من روسيا ودول الخليج إلى إفريقيا.
وأضاف:
“الوجود الروسي اليوم ليس لدعم طرف ضد آخر، بل لضمان الاستقرار وتوفير منصة للتعاون”.
كما أكد أن عدة مشاريع مشتركة كانت معلّقة خلال الحرب ستُستأنف قريبًا، لكن “مع تعديلات تتناسب مع الوضع الجديد”.
سوريا تدفع نحو إنهاء التدخلات الأجنبية
قبيل القمة، جدّدت دمشق دعوتها لإنهاء جميع أشكال التدخل الأجنبي داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى أن مناطق واسعة لا تزال تحت سيطرة قوات غير مدعوة من الحكومة.
ويُعد هذا المطلب محورًا أساسيًا في سياسة الرئيس الشرع الخارجية، إذ يسعى لإعادة ترسيخ السيادة السورية مع الحفاظ على علاقات متينة مع موسكو.
واعترف لافروف بموقف دمشق قائلاً:
“القوات الأجنبية التي تعمل دون تنسيق مع دمشق تقوّض الاستقرار والسيادة”.
كما تناول الوزير الروسي الهواجس الأمنية الإسرائيلية، موضحًا:
“إسرائيل تصر على وجود منطقة عازلة في جنوب سوريا، ونحن نتفهم مخاوفها المشروعة، لكن يجب تحقيق توازن بين مصالح جميع الأطراف”.
بين الاستقلال والتحالف
من المتوقع أن تختبر زيارة موسكو توازن العلاقة المتجددة بين القيادة السورية الجديدة وحليفة سوريا القديمة. ويرى محللون أن الشرع يواجه تحديًا في الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع روسيا مع إظهار أن دمشق تسلك طريقًا مستقلًا.
وقد وصفت الحكومتان الزيارة بأنها فرصة لتعزيز الاستقرار بعد سنوات من الصراع والتقلبات السياسية.
واختتم لافروف تصريحه بالقول:
“يجب أن تظل وحدة سوريا محط اهتمام لجميع الدول الصديقة”.
