
سيزور الرئيس السوري أحمد الشرع البيت الأبيض في 10 نوفمبر، في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946. وقد أكد الزيارة كل من البيت الأبيض ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وتُعد دليلاً على استمرار تطور العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن منذ الإطاحة بالأسد.
تأتي الزيارة في ظل جهود أمريكية متجددة لاستقرار الشرق الأوسط. وصرّح المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توم باراك أن الرئيس الشرع من المتوقع أن يوقّع اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، والذي يضم أكثر من 80 دولة. وقال باراك في ملاحظاته خلال قمة حوار المنامة في البحرين: “إنها خطوة كبيرة”، واصفًا التحرك بأنه “لافت”.
العقوبات وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب
أبلغ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني صحيفة عربي21 أن المناقشات ستركز على رفع العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون قيصر وتأمين الدعم الأمريكي لإعادة إعمار سوريا. وقال: “لم يعد هناك مبرر لاستمرار العقوبات”، مضيفًا أن سوريا تسعى إلى “علاقات متوازنة مع جميع الدول”.
قانون قيصر، الذي أقره الكونغرس عام 2019، استهدف شخصيات في نظام الأسد بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنه لا يزال يؤثر على الاقتصاد السوري من خلال معاقبة الاستثمارات الأجنبية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والمصارف. أشار ترامب إلى استعداده لتخفيف العقوبات، قائلاً للصحفيين في مايو: “حان الوقت لمنح سوريا فرصة لإعادة الإعمار”.
قال مسؤول أمريكي كبير، لم يُكشف عن هويته لوكالة أسوشيتد برس، إن البيت الأبيض ينظر إلى زيارة الشرع باعتبارها “خطوة نحو إعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي” بعد عقود من العزلة.
إعادة التموضع الإقليمي ودبلوماسية جديدة
أشار باراك إلى أن الولايات المتحدة تُيسّر أيضًا محادثات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل لاستعادة اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 الذي أنشأ منطقة عازلة تُشرف عليها الأمم المتحدة بين قوات الطرفين. وقال: “المسار واضح جدًا، يجب أن يكون إلى القدس أو تل أبيب لإجراء محادثات إلى جانب سوريا”، مقترحًا أن سوريا قد تساعد في استقرار منطقة بلاد الشام.
بالنسبة للشرع، الذي سُجن ذات مرة على يد القوات الأمريكية في العراق، تُمثّل الزيارة تحوّلًا ملحوظًا من قائد مسلّح إلى رئيس دولة معترف به. أنهى لقاؤه مع ترامب في الرياض في مايو فترة جمود دبلوماسي امتدت لـ25 عامًا ومهد الطريق لهذه الزيارة، التي يراها المراقبون نهاية رمزية لعزلة سوريا الطويلة. إذا نجحت المحادثات في واشنطن، فقد تشكل بداية إعادة دمج سوريا في الدبلوماسية الغربية ونقطة تحول في الاستراتيجية الأمريكية نحو شرق أوسط ما بعد الأسد.
