
تكثّف بغداد إجراءاتها الأمنية على طول الحدود المشتركة مع سوريا البالغة 620 كيلومترًا، مشيرة إلى “حالة يقظة متصاعدة” والحاجة لمواجهة نشاط تنظيم داعش. وأعلنت قيادة قوات الحدود العراقية أنها تواصل تعزيز السيطرة على الحدود مع سوريا عبر المضي في بناء جدار إسمنتي في قطاع لواء حرس الحدود في منطقة طريفاوي شمال القائم.
استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات
وجاء في البيان الرسمي أن هذا العمل جزء من سلسلة أوسع من التحصينات الأمنية الهادفة إلى تعزيز السيطرة على الشريط الحدودي. وتهدف هذه الإجراءات إلى استكمال خطط رفع مستوى التحصينات الميدانية وحماية حدود العراق بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار.
ولا تقتصر الاستراتيجية الدفاعية على الجدار الإسمنتي فحسب؛ إذ تشمل التحصينات طبقات متعددة من الإجراءات الأمنية مثل الأسلاك الشائكة، والحواجز، والخنادق. كما تم تركيب كاميرات حرارية، ونشر أعداد كبيرة من الجنود لمراقبة أي محاولات تسلل أو هجمات واعتراضها.
عدم الاستقرار الإقليمي يدفع للتحرك
خلال سنوات الثورة، ازداد الاهتمام بأمن الحدود تدريجيًا بسبب أنشطة جماعات مسلّحة مثل تنظيم داعش وميليشيات عراقية شيعية مدعومة من إيران. ومنذ تشكيل قوات الحشد الشعبي في حزيران/يونيو 2014، عبر أكثر من 20 ألف مقاتل شيعي مدعومين من إيران من نحو 20 فصيلًا عراقيًا مسلحًا – منها منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء ولواء أبو فضل العباس ولواء الإمام الحسين ولواء الإمام علي وغيرها من الفصائل ذات الطابع الطائفي – الحدود بشكل غير قانوني للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة له.
ورغم تشديد الإجراءات الأمنية، شدّدت بغداد على التزامها بالحفاظ على علاقات ودية مع دمشق. ويواصل المسؤولون العراقيون التأكيد على سياسة عدم الانحياز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وفي تصريح سابق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن العراق يسعى لحماية حدوده مع سوريا ودعم الاستقرار الإقليمي دون التورّط في الصراعات المحيطة. وأكد أن العراق يتعاون مع سوريا لمواجهة نشاط داعش، إذ لا يزال للتنظيم مقاتلون في شرقي سوريا. وأضاف أن بغداد تبادلت معلومات أمنية مع دمشق لتحسين مراقبة الحدود ومنع الحركة غير الشرعية عبرها.
خطوة ضرورية لأمن المنطقة
تأتي الخطوة العراقية وسط تحديات إقليمية معقدة، إذ تعمل بغداد على إدارة حدودها مع سوريا بحذر، بهدف تعزيز الأمن مع الحفاظ على علاقات مستقرة. ويرى المسؤولون أن سوريا تمثل عمقًا جغرافيًا وأمنيًا للدول المجاورة، وأن استقرارها ضروري ليس للعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها.
