
عُقدت الدورة الخامسة والخمسون لمجلس وزراء الإعلام العرب في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، الذي تولّى الرئاسة نيابةً عن سوريا. وأكد المصطفى عودة سوريا إلى مكانها الطبيعي بين أشقائها العرب، واستعدادها للمساهمة الفاعلة في صياغة مستقبل الإعلام العربي المشترك.
وتسلّمت سوريا رسميًا رئاسة الدورة الـ55 لمجلس وزراء الإعلام العرب، في خطوة مهمة تعكس استعادة دورها ضمن إطار العمل العربي المشترك بعد سنوات من العزلة، وتؤكد الدعم العربي لدمشق في مساعيها لإعادة تأهيل قطاعها الإعلامي. وقال المصطفى إن سوريا الجديدة تتطلع إلى المستقبل بروح البناء، وتطوي صفحة الغياب الفعلي منذ عام 2011 والغياب الرمزي الذي امتد لعقود.
تفعيل ميثاق الإعلام العربي
ناقشت الدورة الجديدة للمجلس عددًا من القضايا المحورية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في ظل التطورات السياسية والدبلوماسية والميدانية المتواصلة، ولا سيما دور الإعلام العربي في التفاعل مع تصاعد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني.
وشدد المصطفى على أن رئاسة سوريا هذا العام ستركز على الدفع نحو سياسات عربية موحّدة لمواجهة هذه التحديات، وعلى تبادل الخبرات لتوطين المعرفة الرقمية. كما أشار إلى أهمية الانتقال من استهلاك المحتوى إلى إنتاجه والتأثير فيه، بالتعاون مع الشركاء العرب ضمن إطار المجلس.
دمشق: عاصمة الإعلام العربي لعام 2028
في خطوة تعكس دعمًا عربيًا واضحًا لسوريا الجديدة، صوّت مجلس وزراء الإعلام العرب بالإجماع على اختيار دمشق “عاصمة الإعلام العربي لعام 2028”. وقال المصطفى: “اليوم، في القاهرة، أخذت سوريا مكانها المستحق واستعادت صوتها الحقيقي، حاملةً دروس السنوات الثقيلة التي تعلّمت فيها أن الكلمة مسؤولية، وأن الحرية أساس البناء”. كما سمّى برنامج عواصم الإعلام العربي كلاً من الرباط عاصمة للإعلام العربي لعام 2026، والدوحة لعام 2027.
وتحمل رئاسة سوريا للمجلس دلالات سياسية وإعلامية مهمة، إذ تؤكد حضورها المتجدد في جامعة الدول العربية بعد سنوات من الفتور، وعودتها إلى عمقها العربي. ويعكس انخراط سوريا مجددًا في هذه الأطر سعيها الأوسع لتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة والمساهمة الإيجابية في قضايا المنطقة، بما يدعم الاستقرار الإقليمي ويعزّز العلاقات العربية – العربية.
