
هنّأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب السوري بمناسبة الذكرى الأولى ليوم التحرير، مشيدًا بمسار البلاد بعد سقوط نظام الأسد، ومؤكدًا التزام أنقرة بمواصلة دعمها لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها. وفي رسالة نشرها على منصة “إكس”، قال أردوغان إن هذا اليوم يجسد تحرر الشعب السوري “بعد سنوات من نظام قمعي، وتكاليف باهظة، ومعاناة كبيرة، وصعوبات لا تُحصى”. كما ترحّم على ضحايا الهجمات التي شنّها نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية.
التزام بالدعم المتواصل
وأعرب أردوغان عن تقديره للتقدم الذي أحرزه الشعب السوري خلال العام الماضي رغم التحديات ومحاولات التخريب والاستفزاز، مؤكدًا أن تركيا ستواصل تقديم كل أشكال الدعم اللازمة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق السلم الأهلي بين مختلف مكونات المجتمع. وأضاف أن أنقرة تدعم الجهود الرامية إلى أن تبرز سوريا كمركز “للسلام والاستقرار” في المنطقة.
وفي السياق ذاته، هنّأ وزير الخارجية التركي حقان فيدان الشعب السوري بهذه المناسبة، مشيدًا بنضاله الممتد على مدى 14 عامًا ضد الاستبداد. وأثنى فيدان على “الجهود الجديرة بالتقدير” التي تبذلها الحكومة السورية وهي تدخل مرحلة حاسمة من إعادة الإعمار الوطني بعد سنوات من الدمار، معربًا عن ثقته بمستقبل سوريا ومؤكدًا أن تركيا ستقف إلى جانبها طوال مسار التعافي وإعادة البناء.
كما أقرّ بيان الوزارة بحجم التحديات الكبيرة التي شهدها العام الماضي، وأشاد بسعي الحكومة إلى انتهاج “سياسة خارجية متزنة وسلمية” وخطواتها نحو ترسيخ موقع دولي محترم، بما يعكس دعم أنقرة لتوجهات الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع.
دلالات استراتيجية على العلاقات الثنائية
تعكس هذه التصريحات تنامي الشراكة بين سوريا وتركيا، وتنسجم مع مساعي أنقرة لضمان قيام سوريا مستقرة وآمنة على حدودها، وتسهيل العودة الطوعية للاجئين، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وقد لعبت تركيا دورًا محوريًا في تطورات الملف السوري منذ اندلاع الثورة ضد نظام الأسد عام 2011، إذ أعلنت دعمها للحراك منذ بداياته واصطفافها إلى جانب الشعب السوري. كما نفّذت مشاريع أمنية في مدن شمال سوريا، ودعمت تأسيس الجيش الوطني السوري، وقدّمت التدريب والمساندة العسكرية. فضلًا عن ذلك، استضافت تركيا أكبر تجمع للاجئين السوريين في العالم، موفّرةً لهم الحماية وفرص العمل وإمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية.
