تصاعدت التوترات في شمال سوريا مع تكثيف نظام الأسد لهجماته، وسط مخاوف من شن هجوم محتمل على المناطق المحررة، وخاصة في إدلب.
وقد قامت طائرات استطلاع روسية بتكثيف عمليات المراقبة الجوية في المنطقة، مما زاد من المخاوف بشأن عمل عسكري وشيك.
في الوقت نفسه، تروج وسائل الإعلام المؤيدة للنظام وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة به لعملية قادمة تهدف إلى استعادة الأراضي الاستراتيجية في شمال غرب سوريا.
منذ صباح الأحد، شوهدت طائرة استطلاع روسية من طراز AN-30 تقوم بطلعات مستمرة فوق إدلب وغرب حلب، وهو ما يراه الثوار استعداداً لهجمات مستقبلية.
لا تزال هذه المناطق تشكل نقطة تركيز رئيسية لجهود الأسد لاستعادة السيطرة على آخر معاقل الثورة الرئيسية في سوريا.
وسائل الإعلام المؤيدة للنظام، بما في ذلك صحيفة “الوطن”، كثفت التكهنات حول هجوم وشيك.
وفقاً لـ”الوطن”، تشير البيانات الميدانية إلى انسحاب هيئة تحرير الشام من المظلة التركية فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، مع معارضة أنقرة لأي تصعيد.
الصحيفة نقلت عن مصادر في النظام قولها إن هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى، التي تعمل تحت غرفة عمليات “الفتح المبين”، تستعد لعملية عسكرية، لكن قوات النظام جاهزة تماماً لصدها.
مصادر مقربة من النظام استبعدت إمكانية شن هجوم كبير من قبل الفصائل الثورية، مشيرة إلى قوة القوات النظامية وداعميها الروس.
واعتبرت هذه المصادر أن “المعارضة” غير قادرة على تحقيق تقدم كبير على الخطوط الأمامية الممتدة من شمال اللاذقية إلى ريف حلب الغربي، وتشمل مناطق في حماة وإدلب.
وقال مصدر ميداني لصحيفة “الوطن”: “المبادرة كانت وستبقى في يد قوات النظام”. وأضاف المصدر أن أي هجوم من قبل هيئة تحرير الشام أو الفصائل الثورية سيؤدي إلى “رد فعل عنيف”، ليس فقط من قوات الأسد بل من القوات الجوية الروسية أيضاً، التي تقدم دعماً جوياً واستخباراتياً مهماً.
وتشير وسائل إعلام النظام إلى “عدم رضا” روسيا عن التقارير التي تفيد بوصول طائرات مسيرة أوكرانية إلى أيدي هيئة تحرير الشام، مما قد يدفع روسيا إلى رد فعل “أكثر عدوانية”.
وعلى الرغم من نفي هيئة تحرير الشام هذه الاتهامات، إلا أن المزاعم أضافت طبقة جديدة من التعقيد للوضع المتوتر بالفعل في شمال سوريا.
ورغم تقليل النظام من قدرات الثوار، تشير التقارير من المناطق المحررة في شمال سوريا إلى أن الفصائل تستعد بالفعل لمعارك حاسمة. خلال الأسابيع الأخيرة، لوحظ زيادة في تحركات المقاتلين الثوريين، مع تكهنات بأن المعركة الحاسمة قد تحدث في أو حول حلب، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية للنظام.
في حين أن التركيز لا يزال على إدلب، تشير مصادر في دوائر مؤيدة للنظام وبعض المحللين إلى أن النظام قد يكون في طريقه لاستعادة مناطق في جنوب سوريا، خاصة بالقرب من مرتفعات الجولان، حيث تتزايد التوترات مع إسرائيل.
وتكهن محلل نقلت عنه قناة “سوريا” أن النظام يرى في عدم الاستقرار الحالي فرصة لتعزيز سيطرته في الجنوب بينما يستعد أيضاً لمواجهة الفصائل الثورية في الشمال.
جميع الأطراف تبدو مستعدة لاحتمال التصعيد، مما يترك المدنيين في إدلب وغرب حلب عرضة لموجة أخرى من العنف.
ومع استمرار تطور الوضع، يراقب المجتمع الدولي عن كثب، وسط مخاوف من نزوح جديد وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.