نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون، بما في ذلك حزب الله، صعّدوا حملتهم الإرهابية في شمال غرب سوريا، مستهدفين بشكل منهجي المنازل والمناطق السكنية في محاولة لتهجير المدنيين.
القصف المستمر خلف وراءه دماراً كبيراً وقتلى وجرحى، حيث تترك العائلات منازلها هرباً من القصف العنيف لقوات النظام والغارات الجوية الروسية الحليفة له.
في الأشهر الأخيرة، تصاعدت الهجمات التي تشنها قوات النظام وحلفاؤه الإيرانيون والروس بشكل كبير، حيث أفادت حكومة الإنقاذ السورية بزيادة ملحوظة في عدد الضربات، بين مايو وسبتمبر، تركزت في شمال غرب سوريا:
1,329 ضربة في مايو
1,503 ضربة في يونيو
1,414 ضربة في يوليو
1,600 ضربة في أغسطس
1,782 ضربة في سبتمبر
التصعيد أدخل الرعب في نفوس المدنيين الذين يجدون أنفسهم محاصرين وسط قصف عشوائي وغارات جوية تستهدف المنازل والمدارس والبنية التحتية الحيوية.
في أحدث سلسلة من الهجمات، قصفت قوات النظام والميليشيات الإيرانية مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي يوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان وامرأتان.
انطلق القصف المدفعي من الفوج 46 التابع لقوات النظام غرب حلب.
فرق الدفاع المدني السوري، المعروفة أيضاً باسم “الخوذ البيضاء”، سارعت إلى نقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة.
هذه الهجمات تأتي ضمن حملة أكبر تستهدف المناطق المدنية بشكل منهجي بهدف ترهيب السكان وإجبارهم على الفرار.
في 29 سبتمبر، أدى قصف مدفعي ثقيل على مدينة سرمين في شرق إدلب إلى مقتل العديد من المدنيين.
وفي وقت سابق، تعرضت بلدة كفريا في شرق إدلب أيضاً لقصف مدفعي وصاروخي، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، بينهم امرأتان ورجل مسن، وإصابة 11 آخرين، بينهم خمسة أطفال.
وأكدت “الخوذ البيضاء” أن العائلات في الأتارب تفر إلى المناطق المجاورة هرباً من العنف.
مشاهد النزوح تتكرر في أنحاء المنطقة، حيث تُجبر آلاف العائلات على ترك منازلها خوفاً من الهجمات القادمة.
الهجمات أوقعت خسائر مأساوية بين الأطفال.
اليوم قُتلت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات تدعى جنى جراء قصف مدفعي أصاب منزل عائلتها بين قريتي معربليت ومعرزاف في جنوب إدلب.
وذكرت “الخوذ البيضاء” في بيان لها: “جنا، البالغة من العمر 5 سنوات، رحلت اليوم دون أن تودع عائلتها أو أصدقاءها في الحي.
أحلامها سُرقت بواسطة قذائف النظام”.
كما استهدفت الضربات المدفعية والصاروخية المدارس والمنشآت الطبية.
يوم الثلاثاء تعرضت مدرسة في قرية المحسنلي بريف جرابلس شرق حلب للقصف، مما أسفر عن إصابة أربعة طلاب ومعلم وأحد السكان المجاورين.
الهجوم دمر المدرسة، مما زاد من تعقيد التعليم في منطقة مزقتها الحرب بالفعل.
أدانت حكومة الإنقاذ السورية الهجمات باعتبارها جزءًا من استراتيجية متعمدة لتهجير المدنيين وتدمير النسيج الاجتماعي لشمال غرب سوريا، من خلال استهداف المناطق السكنية والبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك محطات المياه والكهرباء.
وتسعى قوات النظام وحلفاؤها إلى إجبار العائلات على ترك منازلها، تاركين المجتمعات بأكملها في حالة خراب.
وقال رائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري: “القصف المنهجي للقرى والبلدات في شمال غرب سوريا تسبب في خوف واسع ونزوح كبير.
أكثر من 5 ملايين مدني في المنطقة معرضون للخطر، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف جرائم نظام الأسد وروسيا قبل أن تتفاقم الأزمة الإنسانية”.
القصف المستمر أدى بالفعل إلى نزوح آلاف العائلات، حيث يتجه الكثيرون نحو المخيمات المزدحمة قرب الحدود التركية.
فرق الخوذ البيضاء والمجموعات الإنسانية الأخرى غارقة في حجم الأزمة، حيث تعمل على توفير الخدمات الأساسية والمأوى للمتضررين.
يتفاقم الوضع أيضاً بتدفق اللاجئين السوريين الذين يهربون من الهجمات الإسرائيلية في لبنان.
يوم الاثنين وحده، استهدفت 16 قذيفة صاروخية الطريق بين قريتي أم عدسة وجب النعسان شرق حلب، مما أسفر عن إصابة ثمانية مدنيين، بينهم طفلان.
في نفس اليوم، تسبب القصف في بلدة بداما غرب إدلب في أضرار واسعة بالأراضي الزراعية، مما أدى إلى تفاقم أوضاع المزارعين المحليين.
الوضع في شمال غرب سوريا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث تستمر قوات النظام وحلفاؤها في نشر الرعب في المنطقة.
استهداف المنازل والمناطق السكنية بشكل مستمر خلق دورة من الخوف والنزوح والدمار، مما ترك ملايين المدنيين في حالة خطيرة.
دون اتخاذ إجراءات فورية من المجتمع الدولي، ومن المرجح أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال سوريا بشكل كبير.