نفذت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الضربات الجوية في وقت مبكر من صباح الخميس، استهدفت مستودع صواريخ تابعًا لحزب الله على مشارف مدينة اللاذقية، وهي مدينة ساحلية تحت سيطرة نظام بشار الأسد.
تأتي هذه الهجمات كجزء من حملة إسرائيلية مستمرة ضد الأصول العسكرية المرتبطة بإيران في سوريا، وأدت إلى انفجارات وحرائق في المنطقة، وفقًا لمصادر محلية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية للنظام، سانا، أن مدنيين اثنين أصيبا خلال الغارات التي تسببت أيضًا في أضرار مادية كبيرة للممتلكات الخاصة بالقرب من المدخل الجنوبي الشرقي للاذقية.
وزعمت وسائل الإعلام التابعة للنظام أن أنظمة الدفاع الجوي “واجهت أهدافًا معادية” في أجواء المدينة، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول نجاح هذه الجهود.
وأشارت التقارير المحلية، التي أكدتها المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة، إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت تحديدًا مستودع ذخيرة يستخدمه حزب الله، وهو جماعة مسلحة قوية مرتبطة بإيران.
كان المستودع، الذي يقع بالقرب من ثكنات عسكرية يهودية وجامعة في اللاذقية، يحتوي على صواريخ انفجرت نتيجة القصف الإسرائيلي.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي حرائق وانفجارات كبيرة في الموقع.
تعتبر هذه الغارة الثانية التي تنفذها القوات الإسرائيلية على اللاذقية منذ تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023.
وقد كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية منذ ذلك الحين، ليس فقط في غزة، بل أيضًا في سوريا ولبنان، كجزء من حملتها الجوية لتعطيل النفوذ العسكري الإيراني في المنطقة.
في 3 أكتوبر، نفذت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مطار اللاذقية الدولي وقاعدة حميميم العسكرية الروسية القريبة، بعد ساعات من وصول طائرة إيرانية.
وقد دمرت تلك الغارات مستودعًا للأسلحة والذخيرة، دون أن تتسبب في أضرار كبيرة للمدارج أو البنية التحتية الحيوية الأخرى.
وأفادت مصادر محلية أن غارة 3 أكتوبر استهدفت عدة مواقع عسكرية على طول الساحل السوري، مع التركيز مرة أخرى على الأصول المرتبطة بإيران دون التأثير على القوات الروسية المتمركزة في حميميم.
تشن إسرائيل غارات جوية ضد مجموعات مرتبطة بإيران ومستودعات أسلحة في سوريا منذ عدة سنوات، بهدف منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان. ومع ذلك، فقد زادت وتيرة وشدة هذه الضربات منذ أن وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة ولبنان.
ومع استمرار تصاعد التوترات الإقليمية، تسلط هذه الضربات الضوء على الجهود المستمرة لإسرائيل لمنع إيران من إقامة موطئ قدم عسكري أقوى في سوريا ولبنان، حتى في ظل هيمنة أخبار الحرب في غزة على العناوين الرئيسية.
وفي الوقت نفسه، يحاول نظام الأسد التقليل من تأثير هذه الهجمات، لكن تزايد تواتر الضربات الجوية الإسرائيلية يكشف عن استمرار ضعف الأصول الإيرانية على الأراضي السورية.