ليلة أمس، شنت إيران هجومًا كبيرًا بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة بعد اغتيالات لقادة بارزين في إيران وحزب الله.
وجاء هذا الهجوم كرد مباشر على مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وحسن نصر الله، زعيم حزب الله، بالإضافة إلى عباس نيلفروشان، قائد في الحرس الثوري الإيراني، في بيروت.
أعلن الحرس الثوري الإيراني عن الهجوم في بيان عام، مشيرًا إلى أن عشرات الصواريخ الباليستية أُطلقت على أهداف عسكرية وأمنية داخل إسرائيل.
وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية أن ما يصل إلى 300 صاروخ استهدفت مواقع في أنحاء البلاد، بما في ذلك تل أبيب والقدس.
وصلت الصواريخ إلى سماء تل أبيب، وتم اعتراض بعضها في الأجواء الأردنية.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية حدوث ضربات صاروخية في عدة مدن، مما يجعلها واحدة من أكبر المواجهات المباشرة بين إيران وإسرائيل في التاريخ الحديث.
يأتي الهجوم بعد أشهر من الهجمات على وكلاء إيران ومنشآتها في طهران وسوريا ولبنان. وقد فاقمت عملية قتل نصر الله الوضع، حيث حذرت إيران إسرائيل من الانتقام، وفي مساء الثلاثاء أعلن الحرس الثوري أن الهجوم يأتي ضمن “التزامهم بالدفاع عن أنفسهم والحفاظ على الأمن الإقليمي”.
شددت القوات الإيرانية على أن الهجوم الصاروخي لن يتوقف إذا ردت إسرائيل، محذرين من أن أي رد فعل سيؤدي إلى “ضربات عنيفة”.
ردًا على إطلاق الصواريخ الإيرانية، نشرت القوات الإسرائيلية لقطات تظهر سقوط صواريخ في البلدة القديمة في القدس. وعلى الرغم من عدم تأكيد رد رسمي من إسرائيل، أبلغ مصدر إسرائيلي مجهول قناة 12 أن “عملية انتقامية وشيكة”.
أفخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، كشف أن الاستخبارات الأمريكية حذرت إسرائيل من هجوم صاروخي وشيك من إيران. ومع ذلك، لم تكتشف إسرائيل أي تهديدات جوية قبل الهجوم، وفقًا لتصريحات على منصة X (تويتر سابقًا).
ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية بعد معلومات مفصلة عن مدى الأضرار أو الإصابات.
لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في اعتراض الصواريخ الإيرانية.
فقد أسقطت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة التنف في سوريا ما لا يقل عن 20 صاروخًا كانت تستهدف إسرائيل.
وأمر الرئيس بايدن الجيش الأمريكي بمساعدة إسرائيل في الدفاع ضد الهجوم.
وأصابت الضربات أيضًا مناطق في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس وأريحا، حيث قُتل مدني فلسطيني واحد بسبب الشظايا.
ولم يتم بعد تقييم مدى الإصابات الأخرى والأضرار المادية بشكل كامل.
تشابه التصعيد الأخير مع حادثة مماثلة في أبريل من هذا العام عندما شنت إيران هجومًا صاروخيًا على إسرائيل ردًا على تفجير سفارتها في دمشق.
وتظهر هذه الموجة الجديدة من الهجمات قدرات إيران الصاروخية المتزايدة، بما في ذلك استخدام الصواريخ الفرط صوتية.
وادعت طهران أنها ضربت ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية، وهو تحول ملحوظ في شدة الصراع. ومع ذلك، وكما في الهجوم السابق، يشكك العديد من المحللين في نية إيران إلحاق ضرر حقيقي قد يشعل حربًا شاملة مع إسرائيل.
بالإضافة إلى وابل الصواريخ، يتواصل الصراع الإقليمي الأوسع نطاقًا. فقد كثفت قوات نظام الأسد هجماتها على إدلب وحلب، مستهدفة المناطق المدنية بالمدفعية والطائرات بدون طيار. وأفادت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بالخوذ البيضاء، عن استمرار القصف الذي أودى بحياة مدنيين وأثار الذعر على نطاق واسع.