أصدرت روسيا تهديدات مبطنة بشأن احتمال شن هجوم كيميائي في محافظة إدلب السورية، مدعية زوراً أن مخابرات الناتو وأوكرانيا تخطط لشن هجوم كيميائي و”إلصاق التهمة” بحكومتي الأسد وبوتين.
يأتي هذا “التحذير”، الذي يعتبر تهديدًا مبطنًا من روسيا، وسط تصاعد النشاط العسكري للنظام وروسيا في المنطقة، حيث تستمر الهجمات التي تستهدف المناطق المدنية، مما يزيد المخاوف بشأن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الأسد وحلفائه.
وفي بيان أصدرته هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية (FIS)، زعمت موسكو أن “وكالات الاستخبارات الغربية والأوكرانية، بالتنسيق مع قوات المعارضة في إدلب، تخطط لتنفيذ هجوم كيميائي.” يتضمن المخطط المزعوم استخدام غاز الكلور الذي يُسقط من الطائرات بدون طيار خلال غارات النظام وروسيا على إدلب، بهدف إلصاق التهمة بالنظام السوري وروسيا في تنفيذ الهجوم.
كما اتهمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية الدفاع المدني السوري، المعروف بالخوذ البيضاء، بتصوير الحادثة لأغراض الدعاية الدولية.
لطالما اتهمت روسيا الخوذ البيضاء، وهم متطوعون في فرق الإنقاذ والاستجابة الطارئة في المناطق المحررة، بتدبير هجمات كيميائية لصالح القوى الغربية، وهي مزاعم دحضها مراقبون مستقلون باستمرار.
يأتي هذا التهديد المبطن بعد فترة من التصعيد العسكري في إدلب.
في 29 سبتمبر، قصفت قوات النظام بلدة سرمين، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين في أحدث سلسلة من الضربات القاتلة على المناطق المدنية.
ووفقاً للخوذ البيضاء، وقعت مئات الهجمات المماثلة في عام 2024، حيث استهدفت قوات النظام وحلفاؤها الروس بلدات في إدلب وريف حلب.
وركز القصف على المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك المدارس والمرافق العامة، مما أدى إلى مقتل 54 شخصًا، بينهم 15 طفلًا، منذ بداية العام.
واستهدف هجوم حديث على بلدة كفر نوران في ريف حلب الغربي المدنيين بينما كان الطلاب يغادرون المدرسة، مما أثار حالة من الذعر وزاد من المخاوف بشأن العنف العشوائي.
وتأتي الاتهامات الأخيرة من روسيا كجزء من استمرار روايتها الطويلة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
على مدى السنوات القليلة الماضية، اتهمت موسكو مرارًا القوات الثورية و”وكالات الاستخبارات الغربية” بالتخطيط لهجمات كيميائية زائفة لتشويه سمعة النظام السوري.
تظهر هذه الادعاءات غالبًا خلال فترات التدقيق الدولي بشأن برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
ويرى المحللون أن الاتهامات الأخيرة من روسيا جزء من استراتيجية لتحويل اللوم عن الأزمة الإنسانية المستمرة في إدلب.
من خلال اتهام الناتو وأوكرانيا بالتآمر لشن هجمات كيميائية، تسعى روسيا على الأرجح إلى تحويل الانتباه عن دورها في الدمار الناجم عن الغارات الجوية والقصف المدفعي في المنطقة.